العالمالعالم العربيثقافة وفنونغير مصنف

وسام على جبين الثقافة: فرنسا تكرّم جيهان زكي بجوقة الشرف

كتب : بسّام عوده 

في لحظة تشبه القصائد التي تُكتب بماء الذهب، منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، النائبة والباحثة المصرية الدكتورة جيهان زكي، وسام “جوقة الشرف – برتبة فارس”، أرفع الأوسمة في الجمهورية الفرنسية، تتويجًا لمسيرة استثنائية حفرت اسمها بين ضفاف النيل وعقول أوروبا، حيث تلتقي الحضارات وتتشابك الأفكار.

جاء القرار في صدر الجريدة الرسمية الفرنسية صباح اليوم، يحمل بين سطوره إشادة خالدة بعطاء امرأة كرّست حياتها لخدمة الإنسانية، ووهبت فكرها للدفاع عن الجمال والمعرفة والحوار، متجاوزة حدود اللغة واللون والعقيدة.

جيهان زكي  ، شقيقة الامين العام المساعد الاستاذ حسام زكي ، ليست فقط صوتًا مصريًا في أروقة العالم، بل سفيرة لروح مصر القديمة والحديثة، بثوب أكاديمي، وريشة فنية، وحنكة دبلوماسية. لقد كانت دائمًا هناك، حيث يحتاج العالم إلى جسر، وكانت الجسر؛ حيث يحتاج العقل إلى نور، وكانت الشعلة.

وقد جاء الوسام بتوصية من وزارة الشؤون الأوروبية والتعاون الدولي، اعترافًا بجهودها في تعميق أواصر الصداقة الثقافية بين مصر وفرنسا، وبتاريخ طويل من العطاء الذي امتد من قاعات جامعة السوربون إلى قاعات الأمم المتحدة، ومن أكاديمية الفنون بروما إلى ضفاف السين.

وعلّقت د. زكي على التكريم بقولها:

“الحمدلله على هذا التقدير… لم أكن يومًا أحلم بهذا الوسام، لكنه اليوم يضع مسؤولية أكبر على كتفي: أن أظل وفيّة للفكر، ومخلصة للسلام.”

وسيُقام حفل رسمي خلال فصل الخريف القادم في قصر جوقة الشرف العريق، المطل على نهر السين، بحضور نخبة من الشخصيات الدولية والثقافية، في احتفاء لا يُكرّم شخصًا فحسب، بل يحتفي بفكرة: أن الفكر لا وطن له، وأن من يزرع المعرفة يحصد التقدير في كل أرض.

جدير بالذكر أن وسام جوقة الشرف الذي أطلقه نابليون بونابرت في عام 1802، لم يكن يومًا مجرد شريط يُعلَّق على الصدر، بل علامة فارقة في حياة من يترك بصمة إنسانية في زمن العبور المضطرب.

وتعود جيهان زكي بهذا الوسام إلى دائرة الضوء مجددًا، بعد أن كانت قد حصلت على وسام فارس من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عام 2009، لتصبح إحدى القلائل الذين جمعوا بين وسامين فرنسيين في رحلة واحدة من التنوير.

هي التي حملت الحضارة المصرية إلى موائد الفكر العالمي، ورافعت باسمها في قاعات الجامعة والدبلوماسية، تكتب الآن فصلًا جديدًا في كتاب المجد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content