تشهد العلاقات السعودية–التونسية تطورًا ملحوظًا في مختلف المجالات، مما يعكس عمق الروابط التاريخية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين. في ظل هذه الديناميكية المتجددة، تبرز جهود المملكة العربية السعودية لدعم تونس وتعزيز التعاون الثنائي، سواء من خلال الاستثمارات المشتركة أو البرامج التنموية والثقافية.
في هذا السياق، تلعب السفارة السعودية في تونس دورًا محوريًا في تفعيل هذه الشراكة المتميزة، التحركات الدبلوماسية التي يقودها السفير د . عبد العزيز بن علي الصقر الذي أصبح أحد أعمدة هذا التعاون المثمر .. شؤون عربية اجرى هذا الحوار مع السفير الذي قام بدور مهم في تنمية العلاقات الثنائية.
في حوارنا هذا، نسلط الضوء على أبعاد هذه العلاقات المتينة، ونناقش أبرز الجهود المبذولة لدعم تونس، وخطط تعزيز الاستثمارات، والرؤية المستقبلية للتعاون بين الرياض وتونس
تطور العلاقات السعودية–التونسية
كيف تقيمون تطور العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتونس في الفترة الأخيرة؟
العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتونس تشهد تطورًا مستمرًا يعكس عمق الروابط الأخوية بين البلدين. نحن حريصون على تعزيز التعاون في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية، بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين. كما أن التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين في القضايا الإقليمية والدولية يعكس رؤية مشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.”
ما أبرز المجالات التي شهدت تعاونًا متزايدًا بين البلدين؟
“العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتونس شهدت تطورًا ملحوظًا في العديد من المجالات، وعلى رأسها التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث نعمل على تعزيز الشراكات في قطاعات السياحة والطاقة والبنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون مميز في المجال الثقافي والتعليمي، يعكس اهتمام البلدين بتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي.
كيف ترى دور القيادة السعودية والتونسية في تعزيز هذه العلاقات؟
أما عن دور القيادة، فإن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكذلك فخامة الرئيس قيس سعيد، تمثل ركيزة أساسية في تعزيز هذه العلاقات. القيادة في البلدين تؤمن بأهمية الشراكة الاستراتيجية وتعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.”
الدعم السعودي لتونس:
• هناك حديث عن مساعي سعودية لدعم تونس. ما هي أبرز أوجه الدعم الذي تقدمه المملكة لتونس
في الواقع هناك تحرك جدي مثمر وليس مجرد حديث والمملكة وقيادتها الرشيدة تولي أهمية كبيرة لدعم تونس في مختلف المجالات، انطلاقًا من الروابط الأخوية التي تجمع البلدين. حاليًا، تركز المملكة على تقديم الدعم الاقتصادي من خلال تعزيز الاستثمارات السعودية في تونس وخلال الايام الماضيه زار تونس معالي خالد بن عبد العزيز الفالح، وزير الاستثمار بالمملكة العربية ،
والتقى فخامة الرئيس قيس سعّيد واشاد الوزير بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين، مؤكداً على اهتمام المملكة وقيادتها الرشيدة بمواصلة تعزيز الشراكات الاقتصادية مع تونس واستكشاف فرص التعاون في مختلف القطاعات الحيوية. ودعم المشاريع التنموية التي تسهم في تعزيز التعاون الثنائي
هل يمكنكم إطلاعنا على برامج أو مشاريع تنموية يتم تنفيذها في تونس بدعم سعودي؟
المملكة العربية السعودية تدعم عددًا من المشاريع التنموية في تونس، منها برامج في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والصحة، والتعليم، بهدف تعزيز التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد التونسي. على سبيل المثال، هناك مشاريع استثمارية سعودية تُنفذ بالشراكة مع الجهات التونسية في قطاعات حيوية تساهم في توفير فرص عمل ودفع عجلة الاقتصاد.
ما هو دور السفارة في تعزيز هذا الدعم؟
دور فهو محوري في تعزيز هذا الدعم، حيث تعمل السفارة على تسهيل التنسيق بين الجهات السعودية والتونسية، وتذليل العقبات التي قد تواجه تنفيذ المشاريع. كما نسعى لتوسيع نطاق التعاون وتفعيل الشراكات الجديدة بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق التنمية الشاملة للشعب التونسي الشقيق.”
الرؤية المستقبلية:
ما هي تطلعات المملكة لتعزيز العلاقات مع تونس في السنوات القادمة؟
المملكة تتطلع إلى تعزيز علاقاتها مع تونس في السنوات القادمة من خلال توسيع مجالات التعاون الثنائي لتشمل قطاعات جديدة ذات أولوية للطرفين. نسعى إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والسياحة، والتعليم.
كما نطمح إلى زيادة التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين، بما يساهم في تعزيز التفاهم المشترك وتقوية الروابط بين الشعبين الشقيقين. المملكة ملتزمة بمواصلة دعم تونس لتحقيق استقرارها وتنميتها، بما يتماشى مع رؤية قيادتي البلدين لتعميق أواصر الأخوة والتعاون البناء في مختلف المجالات.
في كلمتكم خلال حفل العيد الوطني السعودي، أكدتم دعم المملكة لتونس . كيف تنظرون إلى هذا الدعم وأبعاده على العلاقات الثنائية بين البلدين؟
“دعم المملكة العربية السعودية لتونس ، ينبع من حرصها على تعزيز استقرار تونس وازدهارها، انطلاقًا من الروابط الأخوية المتينة التي تجمع البلدين. المملكة تؤمن بأهمية الدور الذي يقوم به الرئيس قيس سعيّد في قيادة تونس نحو تحقيق الإصلاح والتنمية، ونحن ندعم كل ما من شأنه أن يعزز الأمن والاستقرار في تونس وهذا خيار الشعب التونسي
ودعمنا يعكس التزام المملكة بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ويؤكد حرص قيادتي البلدين على العمل المشترك لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين. العلاقات السعودية التونسية ترتكز على أسس متينة من الاحترام المتبادل والتعاون البناء، ونحن مستمرون في تعزيز هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة.”
بسّام عوده _ شؤون عربية