كتب : بسّام عوده
تاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران ، شهد توترات متفاوته وتباعدًا عميقًا على مدار العقود الماضية. بدأت بالجوانب السياسية والاقتصادية، وتحولت الى الاختلاف بالراي والعقيدة والثقافات ، هذا الاختلاف كان للقوى الغربية والولايات المتحدة دورا هاما باتساع رقعته ، تلبية للمصالح التي تبني عليها سياساتها في كل الاتجاهات .
تصالح السعودية وإيران هذا الحدث التاريخي ، الذي اصبح لغزا محير ، جاء. بتوقيت اشبه بالضربة القاضية ، للمتصارعين على زيادة التوتر بالمنطقة ، وعلى راسهم اسرائيل والولايات المتحدة ،
الساسة وصانعي القرار في كلا البلدين ادركا أن الاستمرار في التوتر والصراع لن يؤدي إلى تحقيق أي فائدة حقيقية للبلدين أو المنطقة بأكملها.
إن استعادة العلاقات والمصالحة بين السعودية وإيران حدث هام ” مفاجاءة العصر ” نحو إحلال السلام والاستقرار في المنطقة ، الارادة السياسية القوية ، قدمت تنازلات من الجانبين، فضلاً عن الدعم والرعاية الصينية للتوسط وتسهيل عملية المصالحة.
من الواضح أن التباعد الثقافي والتوجهات بين السعودية وإيران لم يعد لها تاثير ، الانفتاح على الحوار والتفاهم بين البلدين تجاوز كل الخلافات ، لان الأزمات الإقليمية العديدة التي تشهدها المنطقة، مثل الحرب في اليمن والأزمة السورية، تتطلب تعاونًا فعالًا بين الطرفان بحكم الارتباط بالمنطقة ومكانة البلدين الصديقين ، على كافة الاصعدة .
إن إحلال السلام وتحقيق الهدف لحل تلك النزاعات وتعزيز الاستقرار في المنطقة سيتغير من خلالها معنى ومفهوم الحياه ، على الصعيد الوجداني ، شعوب المنطقة تشعر بالطمانينة جراء هذا التقارب والمصالحة التاريخية ،
ومع ذلك، هناك حيرة .. كيف تم ذلك … ؟ في غفلة عن الجانب الآخر ، ” لكل جواد كبوه ” يجب أن نكون واقعيين وندرك أن تحقيق التصالح واستعادة العلاقات بين السعودية وإيران كان ضربا من المستحيل ، لذلك هناك توتر وامتعاض من جانب القوى المعادية للتقارب ، اسرائيل والولايات المتحده في حيرة لما حدث من صدمة ، نتيجة هذا التحول الجيوسياسي الذي قامت به الصين من خلال دورها الفعال والذي ترجم الحلم إلى حقيقة ، في منطقة كانت الولايات المتحدة مهيمنة عليها منذ وقت طويل برؤيا غير واضحة.
امريكا كانت توهمنا بدورها لتسوية الصراعات في مناطق الشرق الأوسط. لقد أنشأت الحروب المدمرة في اليمن وسورية، وما تزال تغذي عدم الاستقرار في لبنان والعراق. لقد فهمت دول الخليج العربي المعادلة الخاطئة ، واعادة قراءة المشهد من منظورها وفهما لتحقيق اهداف التنمية التي تسعى لها السعودية على وجه الخصوص .
هذا التوجه الجديد سيكون له تأثيرات إيجابية على الاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من التحديات المستقبلية، فإن إرادة السلام والتعاون يجب أن تكون القوة المحركة لتحقيق الاستقرار والتقدم في المنطقة.