
تُعدّ العلاقات التونسية الأردنية نموذجًا متوازنًا للتعاون العربي الثنائي، إذ تجمع البلدين روابط تاريخية وثقافية وسياسية متينة، عززها توافق الرؤى حيال قضايا المنطقة وتبادل الدعم في المحافل الدولية. وقد شهد الجانب الاقتصادي من هذه العلاقة، في السنوات الأخيرة، اهتمامًا متزايدًا من الجانبين، لا سيما في ظل التحديات المشتركة والتحولات الجيو-اقتصادية التي تستدعي بناء شراكات استراتيجية أكثر فاعلية.
رغم تواضع حجم المبادلات التجارية مقارنة بالإمكانات المتوفرة، إلا أن البلدين يمتلكان قاعدة صلبة من المصالح المشتركة في مجالات مثل الصناعات الدوائية، والخدمات، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة العلاجية، فضلاً عن فرص التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، والتعليم، والبحث العلمي. وتُعدّ اللقاءات الثنائية والمنتديات الاقتصادية المشتركة فرصة ثمينة لإعادة تنشيط هذه الشراكة وبعث مشاريع استثمارية تعكس طموحات البلدين.

لقاء يترجم توجهات البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي
خلال استقبال وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي، السيد سمير عبد الحفيظ، ، سفير المملكة الأردنية الهاشمية بتونس، السيد عبد الله سليمان أبو رمان، في لقاء خُصص لبحث سبل دفع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وأكد الجانبان خلال اللقاء متانة العلاقات الثنائية التي تجمع تونس والأردن، وأهمية تطويرها، خصوصًا في المجال الاقتصادي، بما يعكس طموحات القيادتين ويخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
ونوّه الوزير عبد الحفيظ بعمق الروابط بين تونس والمملكة الأردنية الهاشمية، مشيرًا إلى أهمية دعم المبادرات المشتركة في ميادين الاستثمار وبعث المشاريع في قطاعات ذات أولوية، شهد فيها البلدان تطورًا ملحوظًا، مثل الصناعات الدوائية، والخدمات الرقمية، والسياحة العلاجية.
من جهته، عبّر السفير أبو رمان عن حرص الأردن على تعزيز الشراكة الاقتصادية مع تونس، لافتًا إلى الإمكانات الكبيرة المتوفرة لدى الجانبين لبناء تعاون استراتيجي يعود بالنفع المتبادل.
واتفق الطرفان على ضرورة تكثيف التواصل بين الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال، وتنظيم تظاهرات ترويجية مشتركة للتعريف بفرص الاستثمار في كلا البلدين. كما أكدا أهمية الدور الذي تضطلع به الهياكل العمومية المعنية في تسهيل الإجراءات وتحفيز الشراكات الثنائية.

وفي هذا السياق، أعلن الوزير عبد الحفيظ والسفير أبو رمان عن استعدادهما الكامل لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح المنتدى الاقتصادي التونسي الأردني، المزمع تنظيمه قبل نهاية العام الجاري بالعاصمة تونس، والذي يُنتظر أن يشكّل منصة فعالة لتبادل الخبرات وإطلاق مشاريع تعاون ملموسة
بسّام عوده _ شؤون عربية