
كتب : بسّام عودة
في الاردن ، حيث تتقاطع الحكايات الطبية مع قصص الجراحة والطب والمداواة ، يبرز اسم الدكتور فايز عبيد عياصرة كأحد أعمدة الطب العصبي الحديث في الأردن. ليس فقط لما يملكه من كفاءة علمية وجراحية عالية، بل لما يمثله من نموذج نادر يجمع بين الورع الديني والأخلاق المهنية والرحمة الإنسانية.
وُلِد الدكتور فايز عبيد عياصرة في ساكب عروس الجبال سماؤها مفعمة بزهر الزيتون ، تحاكي الجبال شامخة ونشأ في بيئة أردنية محافظة تؤمن بالعلم كطريق للسمو، فاختار منذ بداياته طريق الطب، قبل أن يتخصص في واحد من أدقّ الفروع: جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري. تخرّج من جامعة عين شمس في مصر، ثم أكمل الزمالة الإنجليزية في لندن، ليعود بعدها إلى الأردن ويضع بصمته في أهم المستشفيات، وعلى رأسها مدينة الحسين الطبية
ينتمي الدكتور فايز إلى عدد من الجمعيات العلمية الدولية:
• الجمعية الأمريكية لجراحة الأعصاب.
• الجمعية الأمريكية لجراحة العمود الفقري.
• الجمعية الأردنية لجراحي الدماغ والأعصاب.
ويُعدّ اليوم من بين الأطباء الأكثر طلبًا، نظرًا لحالات النجاح الكبيرة التي حققها في إجراء عمليات معقدة، كان يُعتقد سابقًا أنها تتجاوز الإمكانيات المحلي
في غرفة العمليات… مزيج من الصمت وروح متشبعة بالايمان
يؤمن الدكتور عياصرة أن كل عملية جراحية ليست فقط تمرينًا علميًا، بل امتحان روحي وأخلاقي. يقول في أحد تصريحاته القديمة: “حين تُمسك بالسكين، فأنت لا تتعامل مع جسد فقط، بل مع روح معلقة في الدعاء”. تلك المقولة ليست مجرد حكمة، بل نهج يراه مرضاه في سلوكه وتعاطيه معهم.
المرضى يتحدثون: إنسان قبل أن يكون طبيبًا
من أبرز النقاط التي تتكرر في تقييمات المرضى للدكتور فايز: حسن الاستماع، الصدق في التشخيص، والحرص على إعطاء المريض كل ما يحتاج من شرح وتطمين. إحدى المريضات التي خضعت لجراحة دقيقة على يده كتبت: “كنت أشعر أنني بين يدي والد لا طبيب… لم أعد أخاف من غرفة العمليات”.
في زمن تحوّلت فيه كثير من العيادات إلى مؤسسات مالية، يحافظ الدكتور فايز على سمعته كطبيب لا يُقابل المرضى كـ “حالات”، بل كأمانات. ترفض عيادته إجراء عمليات غير ضرورية، ويُعرف بعدم التسرع في التوصيات الجراحية إلا بعد استنفاد كافة البدائل.
أن تكتب عن د. فايز عبيد عياصرة، هو أن تكتب عن نموذج أردني يُشرّف الطب والعلم والدين في آن واحد. هو أكثر من طبيب أعصاب. هو ضمير طبي حيّ، يذكّرنا بأن الجراحة علم، لكنها أيضًا ضمير ومسؤولية