تتجلى في المشاعر المقدسة أبهى صور الوحدة والتآلف بين المسلمين من مختلف الجنسيات والأعراق واللغات. يُعبر الحجاج في هذه الأيام المباركة عن التفسير العملي للآية الكريمة “وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا“. حيث يجتمع ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد، متجهين بقلوبهم وعقولهم نحو عبادة الله وحده لا شريك له ، مظهرين الوحدة الإسلامية في أروع صورها.
تأتي مناسك الحج كل عام لتؤكد على مبدأ الوحدة الإسلامية الذي دعا إليه القرآن الكريم، تحت مظلة الإسلام يجتمع المسلمون من شتى بقاع الأرض، بغض النظر عن أصولهم ولغاتهم وثقافاتهم. يوم التروية ويوم عرفة هما من أهم أيام الحج، حيث يبدأ الحجاج في التوجه إلى مشعر منى ثم إلى جبل عرفات، مؤدين مناسكهم بروحانية وخشوع.
في هذه الأجواء الروحانية، تتجسد كلمات الآية الكريمة “وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا“ بشكل ملموس. فالتعارف هنا لا يقتصر على المعرفة السطحية بل يمتد ليشمل التعرف على أخلاقيات وتعاليم ديننا الحنيف، وعلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في تنظيم ورعاية هذا الحدث العظيم.، القيادة السعودية الرشيدة جعلت من هذا الحدث اسطورة يتحدث عنها العالم ، الحديث عن الانجازت صعب جدا لان العين والعقل هما القادران على التعبير ، اما اللسان التزم الصمت وانشغل بالدعاء الى هذه البلاد الطاهرة التي ترجمت خدمة الحرمين الشريفين من العناية المخلصة لقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظهما الله
وزارة الشؤون الاسلامية الموقرة ممثله بمعالي الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ بذلت جهود وطاقات تعجز عنها الدول ، هذا الاشراف المبني على الاخلاص للدين والعقيد والقيادة الرشيدة وللوطن اطهر واطيب الاوطان ، جباهنا يكسوها الخجل ، لما وجدنا من كرم الضيافة والرعاية ، نحن لا نملك الا الدعاء للقيادة الرشيدة والحكومة والشعب السعودي الحبيب الا الدعاء اللهم ادم عليهم النعمة والامن والاستقرار
اما معالي الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ
نقول لمعاليكم ان خلايا الوزارة الموقرة هؤلاء الجند بذلوا. ما لم يتوقع من خدمة ورعايه ورفادة أدب وكرم وعلم واصل يعبر عن رسالة المملكة .
كنت اود تقبيل جباههم المعطرة بالمسك واياديهم المشغولة بالترحاب ، وهذا العز والكرم له جذور (الناس على دين ملوكهم) .. ادركنا اليوم حقيقة الرسالة وجسامة المسؤولية .
إن إدارة الحشود الضخمة التي تصل إلى الملايين تتطلب تخطيطاً دقيقاً وتنظيماً محكماً، وهو ما تبرهنه المملكة بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة التي تولي الحرمين الشريفين جل اهتمامها. من خدمات الرعاية الصحية المتقدمة، إلى التسهيلات اللوجستية التي تضمن راحة وسلامة الحجاج، اليوم نزداد يقيناً ان قدرة المملكة الفائقة على تحقيق هذا الإنجاز البشري الكبير ما هى الا عزيمة لتحقيق الاهداف السامية .
إن الحج هو رمز للوحدة الإسلامية وتطبيق عملي لمفهوم “لِتَعَارَفُوا“ المذكور في القرآن الكريم. إن اجتماع الملايين من المسلمين في مكان واحد وفي وقت واحد، بروحانية وتآلف، تحت مظلة الإسلام، هو أكبر دليل على قوة وأهمية الدين الإسلامي في توحيد القلوب وتعزيز التعارف بين الشعوب.
ونقف إجلالاً وتقديراً لبلاد الحرمين الشريفين وقيادتها الحكيمة التي رسمت وخططت لتحقيق هذا الإنجاز البشري والإعجاز التنظيمي، مما يعكس دور المملكة الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين على مستوى العالم.
بسّام بني أحمد _ رئيس تحرير
اردني مقيم بتونس