بقلوب يعتصرها الألم والإيمان بقضاء الله وقدره، تنعى الساحة الفنية والثقافية الأردنية والعربية الفنان التشكيلي القدير ياسر الدويك، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 84 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا يشهد على عبقريته وإبداعه المتفرد في مجال الفن التشكيلي.
رحلة إبداعية تُخلدها الأجيال
وُلد الفنان ياسر ياسين الدويك في مدينة الخليل بفلسطين في 15 نوفمبر 1940، حيث بدأ رحلته الإبداعية التي انتقلت به إلى القدس ثم إلى الأردن ليصبح أحد أبرز رواد الفن التشكيلي في المملكة. شكّلت أعماله مدرسة فنية متفردة، خاصة في مجال الجرافيك، حيث أسهم بشكل بارز في تأسيس هذا الفن وتطويره على المستويين المحلي والدولي.
محطات أكاديمية ومهنية مشرقة
أنهى الدويك تعليمه الثانوي في القدس عام 1958، قبل أن ينتقل إلى معهد معلمي العروب، حيث تخرج في العام نفسه. لاحقًا، التحق بأكاديمية الفنون في جامعة بغداد، وحصل على درجة البكالوريوس في الرسم والتصوير عام 1968، ثم نال دبلومًا في الفن والتربية من كلية برايتون في المملكة المتحدة.
بدأ مسيرته المهنية كمعلم، ثم ارتقى إلى منصب أستاذ لمادة الجرافيك في كلية الفنون والتصميم بـالجامعة الأردنية، حيث أثرى الطلاب بمعرفته وخبرته الواسعة.
عطاء فني لا ينضب
كان الفنان الدويك عضوًا مؤسسًا في رابطة التشكيليين الأردنيين، وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية، بما في ذلك أكثر من 15 معرضًا فرديًا، عُرضت فيها أعماله التي جسدت روح الإبداع والابتكار. لم تقتصر مساهماته على المعارض فحسب، بل أسهم أيضًا في إثراء المكتبة الفنية بأعماله التي تُبرز جماليات الفن بروح مبتكرة.
الجوائز والتكريم
حصل الدويك على جائزة الدولة التقديرية في الفن التشكيلي عام 1978، تكريمًا لعطائه المميز ودوره الكبير في النهوض بالفن التشكيلي الأردني، ليظل اسمه حاضرًا في قائمة أبرز الشخصيات المؤثرة في المشهد الفني العربي.
وداعًا لعملاق الفن التشكيلي
بوفاة ياسر الدويك، فقدت الساحة الفنية رمزًا من رموز الإبداع ورائدًا من رواد الفن التشكيلي. ستظل أعماله شاهدة على عبقريته، وستبقى بصماته محفورة في ذاكرة الأجيال القادمة.
نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
بسّام عودة. _ شؤون عربية
تونس