وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يزور الجزائر، السبت، للتشاور السياسي بين البلدين، حسبما أعلنت الإذاعة الجزائرية الرسمية.
وسيلتقي المقداد نظيره الجزائري وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف، لإجراء محادثات حول العلاقات الثنائية والتطورات السياسية على الساحة العربية، الجزائر التي تترأس القمة العربية ، ومن المتوقع ان يسلم الوزير الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد.
وتعد هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها فيصل المقداد إلى الجزائر، في غضون تسعة أشهر، بعد زيارة سابقة له في الخامس من يوليو/ تموز الماضي، شارك خلالها في احتفالات الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، وفي الاستعراض العسكري الذي أقامته الجزائر بالمناسبة.
الجزائر التي بذلت جهدا كبيرا و سعت إلى عودة سوريا الى الجامعة العربية من خلال القمة التي عقدت في الجزائر مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهيئت الظروف التي نتج عنها العودة التدريجية
وتوصلت الجزائر حينها بالاتفاق مع دمشق، عدم طرح موضوع استئناف شغل مقعدها في الجامعة العربية ” في وقتها حرصا حتى لا تعطل انعقاد القمة
والجدير بالذكر أن الجزائر من بين الدول العربية القليلة التي لم تقطع يوما علاقاتها مع دمشق ولم تغلق سفارتها، الطائرات العسكرية الجزائرية تجاوزت الحصار عندما حملت شحنات من المساعدات إلى المناطق السورية المتضررة من الزلزال الأخير.
وتحدث الرئيس الأسد في مكالمة مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قدّم له فيها شكره للجزائر قيادة وشعبا على وقوفها إلى جانب سورية في محنة الزلزال الذي ضربها منذ أسابيع.
وبهذا الموقف الذي يسجل للجزائر على جهودها التي بذلت من اجل توحيد الصف العربي لتمهيد الطريق امام القمة العربية التي ستعقد في الرياض ، حنيها وصفت اطراف موقف الجزائر بالعنيد ، لكنه اثبت الصواب لانه موقف الجزائر نابع من استقلالها باتخاذ القرار السياسي وبقيت على اتصل مع الرياض للتشاور عكس ما نشر عن مقاطعة ولي العهد السعودي لقمة الجزائر ، الموقف العربي الذي اتخذ بعودة سوريا ، كان نتاج فهم واضح للظروف التي اصبحت من الماضي ، قمة الرياض المقبلة ستكون الحدث السياسي الأكبر ، لان الجزائر والرياض رأت أن هناك ضرورة قسوى للوقوف الى جانب سوريا وانهاء الازمة بالحوار والتشاور من مضلة خلال جامعة الدول العربية ، وكان الامين العام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط صرح قبيل انعقاد قمة الجزائر بان قرار عودة سوريا يتوقف على قرار الدول الاعضاء في الجامعة ، وسعى من خلال الدبلوماسية الهادئة لتقريب وجهات النظر بين الدول ونتج عنها التقارب الذي ادى الى الاجماع العربي لعودة سوريا الى مكانها الطبيعي .