إن المبدعين والفنانين يشكلون ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الثقافية الوطنية والإسهام في تطور الفن والمجتمع ، الاحوال الحياتية تتغير ويتغير حال الفنان لاي ظرف ، يحتاج هؤلاء الرواد إلى دعم ورعاية خاصة من الدولة تقديراً لإسهاماتهم وإنجازاتهم. في هذا السياق، يأتي موقف وزارة الثقافة الأردنية تجاه المخرج المبدع حسين دعيبس كمثال حي يعكس التزام الدولة برعاية قاماتها الثقافية والفنية.
في خطوة تعكس الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة الأردنية الهاشمية للمبدعين والفنانين الذين أثروا المشهد الثقافي الأردني والعربي، قام وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة بزيارة المخرج الأردني حسين دعيبس في مقر إقامته بدار “سمير شما” لرعاية المسنين، حيث يتلقى الرعاية الصحية منذ تعرضه لجلطة دماغية قبل عام.
الزيارة التي جاءت في إطار حرص وزارة الثقافة على متابعة حالة المبدعين والاطمئنان على صحتهم، أثارت اهتماماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نُشرت صورة تجمع الوزير بالمخرج حسين دعيبس، الذي بدا في حالة جيدة، إلى جانب نجله فارس وشقيقه المخرج أحمد دعيبس.
وفي تدوينة نشرها عبر حسابه على منصة “إكس”، أكد الوزير الرواشدة على أهمية رعاية القامات الفنية التي أثرت الوجدان الثقافي الأردني والعربي. وقال: “التقيت صباح اليوم المخرج الأردني المبدع حسين دعيبس بحضور نجله فارس وشقيقه المخرج أحمد دعيبس… المبدعون والقامات الفنية الذين أثروا الوجدان يستحقون منا كل الاهتمام والرعاية”.
المخرج حسين دعيبس يُعد من أبرز المخرجين في العالم العربي، وقد ساهم بشكل كبير في تطوير فن “الفيديو كليب”، حيث أخرج أكثر من 400 أغنية مصورة لنخبة من كبار الفنانين العرب. ويُذكر أن دعيبس ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالفنان العراقي كاظم الساهر، إذ أخرج له العديد من الأغاني الخالدة مثل “زيديني عشقاً”، “أنا وليلى”، و”المحكمة”.
هذا الموقف الإنساني والمهني من وزير الثقافة الأردني يُعتبر تعبيراً عن المسؤولية الاجتماعية التي تتحملها الدولة تجاه مبدعيها، فهؤلاء الذين أثْروا الساحة الفنية والثقافية
رعاية المبدعين لا تعني فقط تقديم الدعم المالي أو المادي، بل تشمل أيضاً الرعاية النفسية والاجتماعية التي تساهم في تحسين جودة حياتهم وتقدير إنجازاتهم. فمثل هذه الخطوات تسهم في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفن والفنانين، وتُبرز دور الدولة في دعم هذا القطاع الحيوي الذي يساهم في بناء الهوية الثقافية للأمم.
هذا الموقف الذي يؤكد على أهمية الاهتمام بمبدعي الوطن خطوة تعزز من مكانة الثقافة في الأردن وتكرم رموزها الذين قدموا الكثير لإثراء الوجدان العربي وترسيخ مكانة الفن الأردني على الساحة الإقليمية.
بسّام عياصرة _ تونس