اعلامالعالم العربيتونس

وائل الدحدوح هذا الجبل لا يحتاج الى القاب ومسميات ، رجل مختلف

الصحافي وائل الدحدوح، عندما تلتقيه تشعر بإحساس يصعب ترجمته. نحن نتحدث عن الصبر وتجاوز الأحزان بعد فقد الأسرة، في الظاهر هو صابر محتسب، لكن هناك بداخله أسرار ربانية وضعها الله في قلبه. اللقاء وجهًا لوجه موجع ومخيف، لأن الوضع خارج عن المألوف. هذا الكم الهائل من القيم والأخلاق هو ترجمة حقيقية لأن الأمر يتعلق بالعطاء الرباني. أدب وحياء وصوت خافت وحضور مبهر، وكأني ندمت على اللقاء. شعرت بأني لا شيء ولا أملك شيء. امامه ضعفت واهتز كياني ، إحساس يجعلك تختار بحذر ما ستقول. لا أبالغ فيما أكتب أبداً، هذه الصورة لن تجدها مع الآخرين.

رجل متعب من السفر واللقاءات المتتالية وبعض الآلام في يده، وائل الدحدوح ليس مجرد إعلامي مبتلى، الأمر أبعد من ذلك. عندما تتخيل كم شاهد من ويلات ودمار وأشياء لا نعلمها، تستحي أن تطرح عليه أي سؤال. عليك الصمت أمام هذا الجبل .

ما يميزه أيضًا هو إصراره على توصيل الحقيقة بكل صدق وأمانة، رغم كل المعوقات والتحديات. وائل ليس فقط صحافيًا، بل هو رمز للقوة والصلابة، رجل يحمل في قلبه هموم شعبه ويسعى دائماً لإيصال صوتهم إلى العالم. إنه يجسد الصورة الحقيقية للإعلامي الذي يضحي براحته وسلامته من أجل الحقيقة والعدالة.

تونس اليوم تحتفي به، ولقي ترحابًا واسعًا واحترامًا يستحقه. يبدو أن الجراح حجبت عنه الياسمين وموج البحر، واكتفى بالاحتفاء بطريقته الخاصة. سيعود إلى الدوحة عزيزًا مكرمًا، وقد ترك أثرًا كبيرًا بين الناس. وائل الدحدوح، بصبره وقوته، أصبح رمزًا للتضحية والعطاء، ليس فقط في مهنته كصحافي، بل في حياته كإنسان. وجوده في تونس كان لحظة تجلى فيها الإصرار على الحق والحقيقة، تاركًا وراءه بصمة لا تُنسى.

بسّام عوده _ تونس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content