السعوديةالعالمالعالم العربيالمجتمع

من عرفات إلى مزدلفة… مشهدٌ مهيب يُروى بلغة الإنجاز والانضباط

اليوم، وبين عرفات والمزدلفة، تتجلى صورة مشرقة في أبهى حُللها، لوحة إنسانية وإيمانية لا تشبه سواها، ومشهد مهيب تحققت فيه أعلى مراتب التنظيم والانضباط والخدمة، حتى باتت الأبصار تكتفي بالمشاهدة، وتعجز الألسن عن الوصف.

في هذه اللحظة الفارقة من موسم الحج، حيث  تلتقي الروح  والجسد  تتجلى مع ضيوف الرحمن من عرفات في انسيابية بديعة إلى مزدلفة، يتجسد أمام أعيننا النجاح المتكامل لمنظومة العمل السعودي التي سخّرت كل الطاقات البشرية والتقنية لخدمة الملايين، دون أن تترك شيئًا للمصادفة.

قيادة ترسم الحلم وتحققه، ودولة وضعت خدمة الحاج في قمة أولوياتها، فكانت النتائج كما رآها الجميع: انضباط نادر، سلاسة في الحركة، أمنٌ محكم، وخدمة لا تعرف الكلل.

التصريح أولًا… حزم بلا تردد

لم يكن القرار الصارم بعدم دخول مكة المكرمة دون تصريح حج مجرد إجراء تنظيمي، بل هو عنوان لإصرار الجهات المعنية على فرض النظام لحماية الأرواح وضمان سلامة الحجيج. وقد أثمرت هذه السياسة الحازمة واقعًا نعيشه اليوم، حيث تلاشت مظاهر الفوضى والازدحام العشوائي، ليحل محلها هدوء الطمأنينة وراحة النفس، ولتتحول الأراضي المقدسة إلى مسرح حضاري يليق بأقدس رحلة على وجه الأرض.

صور تستحق التوثيق… وتضحيات لا تُنسى

في كل زاوية من المشاعر، مشهد يستحق التأمل، وفي كل نقطة خدمة، قصة نجاح تُروى بفخر. من رجل الأمن الذي يقف بابتسامته وخوذته تحت الشمس، إلى فرق الهلال الأحمر السعودي التي تجوب الطرقات بدراجاتها، إلى المتطوعين الذين يخدمون الحجيج وكأنهم أقاربهم، بل أكثر.

الواجب متعة.. والانضباط رسالة

ما نشاهده اليوم لا يقتصر على بُعد تنظيمي فقط، بل هو انعكاس لثقافة سعودية جديدة في إدارة الشعائر الكبرى، حيث بات “الواجب” متعة، والخدمة شرفًا، والانضباط مبدأً لا مساومة فيه.

وهو مشهد يحمل دلالات كبيرة: أن الاستثمار الحقيقي في الإنسان والتقنية والنية الصادقة، هو ما يصنع الفرق، وهو ما حققته السعودية اليوم في موسم الحج.

نقف أمام صورة استثنائية تروي قصة تفوق سعودي في واحدة من أعقد عمليات الإدارة البشرية واللوجستية في العالم. عرفات اليوم لم يكن مجرد محطة زمنية في مناسك الحج، بل كان شاهداً حيًّا على نُضج رؤية، وصدق نية، وإصرار دولة على أن تليق بخدمة الحجاج كما أراد الله لها أن تكون

بسّام عوده _ شؤون عربية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content