في عالم مليء بالتحديات ، تبرز شخصيات استثنائية تحمل رسالة ورؤية تتعدى الحدود ، واحدة من هذه الشخصيات ، السياسي والدبلوماسي والمثقف المغربي البارز الاستاذ محمد بن عيسى ، الذي كرس مشواره للدفاع عن مشروعه الثقافي .
ولد المخضرم في أرض الأصالة والتراث، أصيلة، حيث امتزجت مسيرته بالعمل الرسمي والثقافه . شغل وزير للثقافة في المغرب، ومؤسس مهرجان أصيلة، الذي أصبح بوابة للفنون والثقافة على مستوى إقليمي ودولي.
تجلى الإلهام والشغف الثقافي في دوره كسفير للمملكة في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث جسد رسالة وطنه ببراعة أمام المجتمع الدولي. ولم يقتصر دوره على الدبلوماسية فحسب، بل تجاوز ذلك إلى توليه منصب وزير الخارجية، حيث برز بمهارة في إدارة العلاقات الدولية نظرا لشخصيته الآسرة ، شاءت الاقدار وزرته في مكتبه عام 1981 بصحيفة الميثاق الوطني بالرباط . وكنت للتو اتعلم ابجديه اللهجه المغربية ، لكن براعته واتقانه اللهجات العربية كسر حاجز الخوف ، قدم لي معروفا وساعدني في التواصل الاجتماعي والثقافي .
ولحسن حظي ايضا ، التقيت به خلال زيارة لتونس كوزير للخارجية ، وكنت اقيم معرض فني حيث يقيم ، رافقه الراحل عبد الباقي الهرماسي ، بدوره كان وزيرا للثقافة ثم الخارجيه . ما اجمل عندما تجتمع الثقافة والسياسه . حالفني الحظ بمعرفتهما عن قرب .
ولا زال بن عيسى ، السياسي الملهم يكرس جهده لتعزيز الحوار الثقافي ، يعكس تصميمه على التنوع الثقافي وتقدير الإرث الإنساني.
في مسيرة حافلة بالإنجازات، يبقى هذا الرجل المختلف ، مثالاً رائعاً على الارتباط الوثيق بين السياسة والثقافة. إن تفانيه في العمل العام والثقافي ، جعل منه قامة ملهمة تستحق التقدير والاحترام، والتي لا شك أن إرثه سيظل خالداً في سجلات التاريخ الوطني والدولي.
صاحب مشروع ثقافي يحمل لمسة ، فرضت رؤيته الفريدة نفسها كمحور لتفعيل التغيير وتحفيز التطور داخل الساحة الثقافية.
تلاحظ أثره الفوري في تحفيز الفنانين والكتّاب والمثقفين على الابتكار والتجديد. يُعزز المشروع التفاعلي للثقافة .
تجاوز هذا المشروع الحدود المحلية، وأصبح نموذجًا يُحتذى به على الصعيدين الوطني والدولي. انطلقت حركة إبداعية جديدة من خلال تأثيره الثقافي، حيث شهدت الساحة الفنية انفتاحا للأفكار والتجارب المبتكر
بفضل رؤيته الريادية، وراهن على هذا التنوع الثقافي وساهم في تعزيز التبادل الثقافي بين مختلف الثقافات والتيارات. يساهم هذا في تعميق الفهم المتبادل وتقوية العلاقات الإنسانية.
لقد حمل هذا المشروع الثقافي الذي بدأ في بلدة أصيلة جوانب متعددة من الثقافة والفن وجلب بها إلى عيون العالم ، أصبحت بلدة أصيلة وجهة رائعة لعشاق الثقافة والفن.
تميز هذا المشروع بتقديم معارض فنية ومهرجانات ثقافية تجمع بين مختلف التجارب والتوجهات الفنية. أصبحت أصيلة مسرحًا للتبادل الثقافي بين الفنانين والمبدعين من مختلف الأقطار،
تمكن من إبراز الهوية الثقافية الفريدة لبلدة أصيلة، والمغرب وعرض تراثها وتقاليدها من خلال مختلف وجوه الفن. توجهت الأنظار نحو أصيلة كواحدة من المراكز الثقافية المهمة في المنطقة ، حيث يتوافد الزوار من مختلف الجنسيات للاستمتاع بجمالياتها والثقافة ذات الطابع الحضاري والفني والاستمتاع بتجربة فريدة تفوق الحدود
بسّام عوده