
المملكة العربية السعودية ليست مجرد وطن، بل هي مهد الرسالة الإسلامية، وأرض الحرمين الشريفين، وقلب العالم الإسلامي الذي ينبض بعقيدة التوحيد. منذ تأسيسها – أخذت المملكة على عاتقها مسؤولية خدمة الإسلام والمسلمين، وجعلت من رعاية الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن أولوية قصوى.
القيادة الحكيمة وجهودها في خدمة الحرمين الشريفين
لا زالت تتجلى هذه الجهود في مشاريع توسعة الحرمين، وتطوير البنية التحتية، وتسهيل وصول الحجاج والمعتمرين.
شهدت المملكة نهضة شاملة في مختلف المجالات، خاصة في تطوير المشاعر المقدسة، وتوسعة الحرمين الشريفين، وتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام. هذه الجهود تعكس رؤية قيادية تدرك أن خدمة المقدسات الإسلامية واجب ديني ومسؤولية كبيرة
وبالشكرتدوم النعم
لقد علمنا الإسلام أن الشكر على النعم من أسباب دوامها، والإقرار بالجميل لمن أحسن إلينا من مكارم الأخلاق. وإن من أعظم ما يُشكر عليه هو ما تبذله المملكة، قيادةً وشعبًا، في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن. فكل من زار هذه الأرض الطاهرة، وشهد بنفسه مدى العناية والاهتمام، يلمس حجم العطاء غير المحدود، والتفاني الصادق، الذي يجعل من الحج والعمرة تجربة فريدة في التنظيم والانسيابية، لا مثيل لها في أي مكان آخر.
كيف لا نشكر من يسهر على راحة زوار بيت الله الحرام؟ كيف لا نقدر هذه الجهود التي تبذل بسخاء، من بناء، وتطوير، وتخطيط، لضمان أمن وراحة كل من تطأ قدماه هذه البقاع المقدسة؟ فالشكر لا يكون بالكلمات وحدها، بل بالاعتراف بالفضل، ونقل الصورة الحقيقية، والوقوف في وجه حملات التضليل التي تسعى للنيل من هذه الجهود العظيمة.
في زمنٍ أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين، هناك من يستغلها لبث الأكاذيب، وترويج الإشاعات، وتحريف الواقع، سعيًا للنيل من إنجازات المملكة ودورها الإسلامي العريق. هؤلاء لا تحركهم رغبة في الإصلاح، بل أجندات مغرضة، تتربص بهذه الأرض المباركة، لأنها تمثل القلب النابض للعالم الإسلامي.
لكن المملكة ليست في موضع دفاع أمام هذه الادعاءات الواهية، فالحقيقة أبلغ من الافتراء، والإنجازات أعظم من التشويه. المشاريع الجبارة في الحرمين الشريفين، والتسهيلات غير المسبوقة، والتنمية المتسارعة التي تشهدها المملكة، كلها شواهد حية على أن هذه البلاد تمضي بثبات، لا تلتفت للمتربصين، بل ترد عليهم بالعمل والإنجاز.
أما أولئك الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر، فنقول لهم: إن الأكاذيب وإن راجت لبعض الوقت، فإنها لا تصمد أمام شمس الحقيقة. والمملكة ستبقى شامخة، ماضية بثبات، رغم كل المحاولات اليائسة للنيل منها.
إن الهجمات الإعلامية المغرضة لن تغير من الواقع شيئًا، والمملكة ستظل ثابتة كجبالها، راسخة كإيمانها ، ماضية في تحقيق رؤيتها، وحارسة لأقدس بقاع الأرض. فالأوطان العظيمة لا تهتز بالعواصف، ولا تتأثر بزيف الأقاويل، والمملكة العربية السعودية ستبقى القلب الذي ينبض بحب الإسلام، والعقل الذي يرعى مصالح المسلمين، والسند الذي تعتمد عليه الأمة.
المملكة ستظل نموذجًا للعطاء، ورمزًا للريادة، وقلعةً شامخةً، تحمي الحرمين الشريفين، وتخدم ضيوف الرحمن، بقيادة حكيمة، ورؤية طموحة، وإرادة لا تلين.
بسّام عوده _ شؤون عربية