العالم العربيتونس

ماذا بعد قرار القضاء  التونسي بعودة المكي لسباق الرئاسة ?

كتب : بسّام عودة

قرار المحكمة الإدارية في تونس بإعادة عبد اللطيف المكي إلى سباق الانتخابات الرئاسية يحمل دلالات سياسية مهمة ويعكس تعقيدات المشهد الانتخابي التونسي ، المكي، الذي كان قياديًا بارزًا في حركة النهضة قبل أن يؤسس حزبًا جديدًا، يظل شخصية مؤثرة بدعم قاعدة  من أنصار النهضة، وهو ما يضيف ديناميكية جديدة للسباق الرئاسي.

تأثير قرار المحكمة:

على الصعيد الوطني تعزيز الثقة في القضاء التونسي ، ما يعطي مؤشرا ان القضاء التونسي مستقل مما  يعزز شعبية الرئيس الذي توجه له احزاب المعارضة ممارسة ضغوط على القضاء ،: قرار المحكمة الإدارية بقبول طعن المكي يساهم في تعزيز صورة القضاء التونسي كسلطة مستقلة ونزيهة، قادرة على تصحيح مسارات العملية الانتخابية، حتى في ظل الأوضاع السياسية الراهنة .

التأثير المباشر على السباق الانتخابي

بعودة المكي إلى السباق، يصبح المشهد الانتخابي أكثر تعقيدًا. وجوده على قائمة التنافس  يضيف تحديًا أمام المرشحين الآخرين، خاصة الرئيس قيس سعيد، الذي يعتمد على قاعدة شعبية واسعة ودعم من بعض التيارات السياسية ، لكن الامر هنا. ستدخل عليه حسابات شخصية وتوجهات تعمل بكل السبل لاضعاف موقف الرئيس الذي يتمتع بشعبية كبيرة بعيد اقصاء حزب النهضة من المشهد السياسي. 

السياق السياسي الأوسع

النهضة ودورها المستقبلي: خروج المكي من النهضة وتأسيسه حزبًا جديدًا يعكس الانقسامات داخل النهضة والتحديات التي تواجهها كقوة سياسية رئيسية في تونس. ومع ذلك، فإن دعم شريحة من أنصار النهضة له   مع انها تخفي هذا التوجه  ، لكن السياسة لها اوجه التشابه بين الحب والانتقام ,  المكي له خصوم سياسية داخل النهضة بعيدا عن أيدلوجية الحزب  ، اذا قررت النهضة دعمه يعيد التأكيد على حضوره في الساحة  السياسية، وقدرته على التأثير في نتيجة الانتخابات ومن المستبعد ان يصل الى الدور الثاني بل يساعد على تشتت الاصوات  . 

الأحزاب الأخرى والطعون المقدمة

من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة قرارات أخرى من المحكمة الإدارية بشأن مرشحين آخرين. إذا تم قبول طعون  مثل منذر الزنايدي  وعبير موسي وعماد الدايمي ، فإن ذلك قد يخلق سباقًا انتخابيًا أكثر تنافسية ويعزز من تنوع الخيارات أمام الناخبين ، وتتسع دائرة التنافس  وبهذا المشهد فان ألرئيس قيس سعّيد يكتسب اهمية على الصعيد الدولي فيما يتعلق بحرية الانتخاب وفتح المجال امام الجميع. 

التوقعات المستقبلية:

قرار إعادة المكي إلى السباق يعطيه دفعة قوية، خاصة في ظل الدعم الشعبي الذي يتمتع به. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو جذب أصوات الناخبين بعيدًا عن المرشحين البارزين مثل قيس سعيد، خاصة في ظل التشرذم السياسي ووجود عدة مرشحين ، لكن الذي اصبح مقلقا  الدعم الخارجي الذي يدعم الخصوم السياسيين للرئيس قيس سعّيد 

تأثير القرار على الاستقرار السياسي

في ظل التجاذبات السياسية في تونس، فإن أي قرارات قضائية تخص الانتخابات تحمل معها إمكانية إما تهدئة الأوضاع أو تأجيجها. قرار إعادة المكي إلى السباق قد يُنظر إليه من قبل البعض كإجراء إيجابي يعزز الشفافية، لكن إذا أُخذت قرارات أخرى بإقصاء مرشحين، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع نسبة الاصوات ويضعف الثقة فيما يتعلق بالمشهد الانتخابي 

عودة المكي إلى سباق الانتخابات تطور هام في المشهد السياسي التونسي، يعكس أهمية القضاء في الحفاظ على نزاهة الانتخابات. ومع اقتراب موعد الانتخابات، فإن تأثير هذا القرار وغيره من القرارات المتوقعة على نتائج الانتخابات واستقرار البلاد سيكون محورًا للمتابعة والاهتمام

اعادة المكي إلى السباق الانتخابي يعيد تشكيل قواعد اللعبة الانتخابية في تونس بشكل جوهري، ويزيد من تعقيد المشهد السياسي. هذا التعقيد قد يُستغل من قبل قوى خارجية للتأثير على نتائج الانتخابات، سواء من خلال دعم مرشحين معينين أو تعميق الانقسامات بين القوى السياسية. في هذا السياق . 

يبقى تأثير القرار على خيارات الناخبين مرهونًا بالقدرة على التكيف مع هذه التحولات والاستجابة للتحديات الداخلية والخارجية.

 ، ومع هذا كله فان الرئيس قيس سعّيد  له حضور وامتداد شعبي في كافة ولايات تونس. معتمدا على الادوات التي اوصلته الى الرئاسة  وخاطب الناس فيما يفهمون ، لكن الفهم يتغير كلما اتسعت رقعة التجاذب السياسي. واختلاف الولاءات في ظل التطور في المشهد السياسي . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content