السعوديةالعالم العربيالمجتمع

مؤذن المسجد النبوي  محمد مهدي بري ، بين أصالة الأذان وريادة الخدمة.. المملكة العربية السعودية وقصة لا تنتهي

المؤذن والمقرئ محمد مهدي بري هو أحد الأصوات الندية التي ارتبطت بالمسجد النبوي الشريف، ذلك المكان الطاهر الذي تهفو إليه قلوب المسلمين من شتى بقاع الأرض. بصوته الشجي وأدائه المتقن، يرفع الأذان من فوق مآذن المسجد النبوي، فينطلق نداء التوحيد من رحاب الروضة الشريفة إلى أرجاء المدينة المنورة، مؤثرًا في النفوس ومذكّرًا بعظمة هذا المكان المبارك.

يعد الأذان في المسجد النبوي شرفًا عظيمًا لا يُمنح إلا لأصحاب الكفاءة الصوتية والتقوى، وهو امتداد لإرثٍ بدأه الصحابي الجليل بلال بن رباح، أول مؤذن في الإسلام، واستمر عبر الأجيال ليصل إلى نخبة من المؤذنين الذين يحافظون على هذا التقليد العظيم.

ويُعرف الشيخ محمد مهدي بري بجمال صوته الذي يفيض خشوعًا وخضوعًا، مما يجعل أذانه علامة فارقة في أجواء المسجد النبوي، حيث ينسجم مع روحانية المكان، ويضفي على المصلين سكينة وطمأنينة. كما أن تلاوته للقرآن الكريم تحمل نفس الروح المؤثرة، إذ يتميز بأسلوب يجمع بين الإتقان والتدبر، فيحمل السامعين إلى أجواء الإيمان والتأمل في معاني القرآن الكريم.

إن رفع الأذان في المسجد النبوي ليس مجرد عمل يومي، بل هو رسالة إيمانية تتصل بتاريخ الإسلام الأول، وتعكس قدسية المكان الذي يحتضن قبر النبي ﷺ، مما يجعل لمؤذني المسجد النبوي مكانة خاصة في قلوب المسلمين، فهم سفراء للصوت الذي يدعو إلى الصلاة في أحد أطهر بقاع الأرض.

عندما تواصلت مع فضيلة محمد مهدي بري حرصت  على ألّا أُثقل عليه بذكر تفاصيل الموضوع الصحفي، تقديرًا لطبيعة شخصيته المتواضعة التي تَرفُض الأضواء، وتكتفي ببلاغ الرسالة التي يحملها. فمثل هؤلاء الأعلام يَعتبرون خدمة المسجد النبوي أمانةً وشرف تعلو فوق كل اعتبار، ويَحرصون على حماية قدسية دورهم من أيّ شائبة قد تلمس طهارته.  

لذلك، آثرتُ أن أكون مجرد مُستمعٍ لصوته الشجي في رحاب الروضة الشريفة، دون أن أُشعره بأن كلماته قد تتحول إلى مادة إعلامية، فالأذان في حياة الشيخ –كما في قلوب المؤمنين– عبادةٌ خالصةٌ لا تُقاس بمعايير الشهرة أو الإعلام

سلامًا للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة  على إرثها العظيم وشرفها الكبير في خدمة الحرمين الشريفين. إن رسالة المملكة تتجاوز حدود الاختزال، فهي رسالة متجذرة في التاريخ وممتدة في الحاضر، تنعكس فيما نشهده اليوم من تقدم وازدهار في مختلف المجالات.

ضيافة تُجسّد روح الإسلام

تتجلّى ثقافة الكرم السعودي في مبادراتها الإنسانية التي تلامس قلوب المسلمين حول العالم، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك، حيث تُحوّل سفارات المملكة في الدول العربية والإسلامية صالاتها إلى موائد إفطار جماعية، تجمع تحت سقف واحد شخصيات دينية وسياسية وثقافية، في مشهدٍ يعكس **وحدة الأمة** و**عمق الانتماء الإسلامي**. هذه الموائد ليست طعامًا يُقدم للجسد فحسب، بل هي رسالة تواصل إنساني تُذكّر بمنزلة الضيافة في الثقافة العربية الأصيلة، وتُبرز دور المملكة كـ **حاضنة للقيم الإسلامية** وراعية للتعاون بين الشعوب. فمنذ تأسيسها، جعلت السعودية من “الكرم” سياسةً دائمةً، ومن “خدمة الحرمين” شرفًا تنافس عليه أجيالٌ، لتبقى بذلك **قلب العالم الإسلامي النابض بالعطاء.  

بسّام عوده _ شؤون عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content