اللواء فايز الدويري ليس مجرد محلل عسكري تقليدي؛ فهو خبير استراتيجي يتميز بفكرٍ عميقٍ يتجاوز التعصب الديني والطائفي، ويعكس في مواقفه بُعدًا قوميًّا يؤمن بوحدة الأمة ومصالحها العليا. خلال أحد اللقاءات التلفزيونية، طُرح عليه سؤال كان للتو … عن استهداف الطائرات الحربية الاسرائيلية بعدوانها على لبنان ، استهدفت مدينة معينة في لبنان، وجاءت إجابته مدروسة، قال “ اعتذر بان اتحدث بهذه الطريقة “ مشيرًا إلى أن هذه المدينة تُعتبر “حاضنة للمقاومة” بسبب طابعها الخاص. ومع ذلك، سارع الدويري إلى تقديم اعتذار مهذب عن وصفها بـ”مدينة شيعية”، خشية أن يُفهم كلامه بشكل خاطئ. هذه اللحظة كانت تعبيرًا صادقًا عن مدى حساسيته تجاه قضايا الانقسام الطائفي.
الدويري، الذي يتبنى رؤية قومية شاملة، لا يفرق في قاموسه بين سني وشيعي، أو مسلم ومسيحي، أو درزي. بالنسبة له، ما يهم هو الموقف والمبدأ، وليس الهوية الدينية أو الطائفية. يضع في مقدمة أولوياته الدفاع عن الشرف الوطني والقضايا العادلة، متخطيًا الحواجز التي تفرق بين الناس.
في فكر اللواء الدويري، الوحدة الوطنية تأتي قبل كل شيء، ولا مكان للتفرقة. مواقفه المتزنة تنبع من قناعة راسخة بأن الدفاع عن الأمة هو شرف يتخطى الانتماءات الضيقة، وهو ما يجعله يتحدث عن القضايا بأمانة ووضوح. وعندما يتحدث عن المدن أو الشعوب، فإن حديثه يتجاوز الحدود الجغرافية والطائفية، ليصل إلى جوهر المواقف والمبادئ التي تحكم سلوك الدول والجماعات.
الدويري نموذج للمفكر العسكري وهو وابن ( الجيش العربي ) القوات المسلحة الأردنية الدويري لا يسمح بأن تتحكم الأهواء الشخصية أو التوجهات الطائفية في قراراته وتحليلاته. فهو يؤمن بأن الدفاع عن الوطن والشرف القومي يستلزم أن يكون الإنسان صاحب مبدأ يُحترم، وقضية واضحة يدافع عنها بلا تردد أو تمييز.
لذلك يعتبر الابرز في المشهد من خلال التحليل ، اللواء الدويري اصبح نافذة للأمل في ضل هذة الأزمات المتتالية التي تواجه الامه .
بسّام عياصرة – تونس