
في سياق اللقاء المرتقب بين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قدّم الدكتور محمد أبو رمان، أستاذ النظرية السياسية، قراءة معمّقة لمواقف ترامب وتوجهاته السياسية، متطرقًا إلى خطاباته المتكررة التي حملت طابع “لو كنت” الافتراضي. فقد كرر ترامب مزاعمه بأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لم تكن لتندلع، كما أن أحداث السابع من أكتوبر لم تكن لتقع، لو كان لا يزال رئيسًا للولايات المتحدة.
وتناول أبو رمان في تحليله الأبعاد الأيديولوجية التي تحكم رؤية ترامب وفريقه السياسي، مشيرًا إلى التأثير العميق للفكر الإنجيلي في تشكيل سياسات الإدارة الأميركية، خاصة في ما يتعلق بالشرق الأوسط. كما سلط الضوء على توافق اليمين المتطرف في كلٍّ من الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبرًا أن هذا التحالف يحمل تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة.
وفي ظل تصاعد التهديدات التي أطلقها ترامب بشأن قطع المساعدات عن الأردن ومصر، كوسيلة للضغط عليهما لقبول تهجير سكان غزة، شدد أبو رمان على أهمية تبنّي موقف عربي موحّد لمواجهة هذه التحديات. وأكد أن المرحلة تستدعي إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية من خلال تشكيل تكتل سياسي واقتصادي يضم دولًا رئيسية مثل الأردن، والسعودية، ومصر، وتركيا، وباكستان، وماليزيا، ليكون قادرًا على مواجهة الضغوط الخارجية والتعامل بفاعلية مع التغيرات الدولية.
وفي إطار نقده للمقاربات التي ينتهجها ترامب، حذر أبو رمان من الانعكاسات السلبية لمثل هذه السياسات على الاستقرار الإقليمي، معتبرًا أن التعامل مع المنطقة بعقلية الصفقات والضغوط الاقتصادية يعكس فهمًا سطحيًا لتعقيدات المشهد السياسي.
يبقى السؤال الأهم: كيف ستتعامل الدول العربية مع هذه المتغيرات؟ وهل يمكن أن ينجح الرهان على التكتلات الإقليمية في مواجهة الاستحقاقات القادمة؟ الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه التساؤلات.
بسّام عوده. _ شؤون عربية