
برعاية العين د. مصطفى حمارنة، ينظم المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة معرضًا فنيًا بعنوان «أثر على أثر» للفنان التشكيلي غسان مفاضلة. يفتتح المعرض عند السادسة من مساء اليوم في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، ويضم 25 عملًا تتوزع بين فنون النحت والإنشاء والتركيب.
عندما أشاهد أعمال شقيقي غسان، لا يمكن أن أتجرد من الروح التي تربطنا؛ نحن نعيش نفس الإيقاع لكن برؤيا مختلفة. تعكس هذه الأعمال ليس فقط إبداعه الشخصي، بل تعبر أيضًا عن حوار داخلي مستمر بيننا من خلال ممارسة الفن ، حيث نجد أنفسنا نتقاطع في الأفكار والرؤى رغم اختلاف الزوايا التي ننظر منها إلى العالم.

تعتمد أعمال مفاضلة على استخدام المواد البيئية، مما يعكس توجهاً معاصراً نحو إعادة بناء المادة ، استخدامها ليس مجرد تقني، بل يتجاوز إلى مستوى فلسفي عميق يعكس العلاقة المتبادلة بين الإنسان والمادة كعنصر مكون ،. يعمل الفنان على نزع المواد من سياقها الأصلي وإعادة تشكيلها، مما يضيف بُعدًا جماليًا بصريًا وفلسفيًا يحتاج الى قراءة جديدة تفوق مقدرتي .
من خلال الأعمال الثلاثية الأبعاد والتركيبية، نرى ولادة جديدة للمكون ، مفاضلة من تجربته الحسية التفاعلية يدعو المشاهد إلى التفاعل المباشر مع العمل الفني. هذا الطرح يتجاوز دور المشاهد التقليدي كمجرد متلقٍ للفن، ويعزز التفاعل الشخصي مع المواد والمساحات المفتوحة، مما يعيد بناء تجربة فنية غامرة.
دمج الفنون وتجاوز الحدود التقليدية:
يجمع المعرض بين النحت والتركيب والفنون الجدارية، مما يعبر عن توجه نحو دمج الفنون وتجاوز التصنيفات التقليدية. هذه الممارسة تعكس تحولات في الفكر الفني الحديث الساعي إلى كسر الحدود بين الأشكال الفنية المختلفة وإعادة تعريف الفضاء الفني.
الفلسفة والتأمل:

استخدام المواد البيئية في الأعمال الفنية يعبر عن رؤية فلسفية تتجاوز الجماليات التقليدية نحو فهم أعمق للعلاقة بين المادة والفكر. الأعمال تفتح المجال لتأملات فلسفية حول الإدراك الحسي والتخيلي، وتطرح تساؤلات حول دور الفن في تحويل الأثر المادي والمعنوي إلى مساحات مفتوحة على الإدراك الحسي.


الفن وسيلة للتعبير عن الأفكار والمشاعر المتعلقة بالتأثيرات البيئية والاجتماعية. هذا النهج يعزز دور الفن كوسيلة للتوعية والتغيير الاجتماعي.
تتيح الأعمال المتعددة الأبعاد والتكوينات المختلفة قراءات وتأويلات متعددة ومفتوحة. هذه التعددية تعزز فكرة الفن كوسيلة للتواصل والحوار بين الثقافات والمشاهدين، وتعكس التوجهات الحديثة التي تركز على القراءات المعاصرة
الابتعاد عن الشكلية التقليدية:
التركيز على تحويل الأثر بجانبيه المادي والمعنوي إلى مساحات مفتوحة على المدركات الحسية والتخيلية يعبر عن اتجاهات معاصرة تتجاوز الشكليات التقليدية. هذه الأعمال تستكشف الإمكانات اللامحدودة للفن في الابتكار والإنشاء، مما يفتح آفاقاً جديدة للإبداع والتعبير الفني.
و يمكن دمج التكنولوجيا في تحليل وعرض الأعمال الفنية من خلال تقنيات العرض الرقمي والواقع المعزز، مما يفتح باب تجارب جديدة تتجاوز المساحة المادية للمعرض. هذا التكامل بين الفن والتكنولوجيا يعكس توجهاً معاصراً نحو استكشاف إمكانات جديدة للتعبير الفني.
أعمال غسان مفاضلة في معرض «أثر على أثر» تتجاوز الممارسات التقليدية في الفن، مما يجعلها مغايرة للمألوف ومتوافقة مع الاتجاهات الحديثة في النقد الفني. هذه الأعمال تفتح المجال لنقاشات فلسفية واجتماعية وبيئية، مما يتيح للجمهور إعادة التفكير في العلاقة بين الفن والعالم المحي
بسّام عودة. مفاضله _ تونس