لا يمكن الحديث عن تاريخ الصحافة في المغرب ، دون الإشارة إلى شخصية مميزة وبارزة كطلحة جبريل. هذا الكاتب الصحفي السوداني الذي درس وعاش في الرباط، استطاع بموهبته وكفاءته أن يترك بصمة لامعة في عالم الإعلام والصحافة.
منذ عام 1981، تعرفت على طلحة جبريل الشاب انذاك ، ولا زال ، كواحد من أبرز الأقلام الصحفية في المنطقة. عمل بجدية واجتهاد كمدير لمكتب صحيفة “الشرق الأوسط” ومحرر لصحيفة “العلم” المغربية، وبفضله استطاعت تلك المؤسسات أن تحقق نجاحًا وانتشارًا واسعًا.
لم يكن طلحة جبريل مجرد كاتب صحفي بل كان أيضًا رجلًا متمكنًا من الكتابة الصحفية والأدبية. من خلال أسلوبه السلس والمؤثر، استطاع أن ينقل القضايا بعمق ويجسد الحقائق بوضوح لقرائه. كما كان له القدرة على إبراز القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية بطريقة تلامس قلوب القراء وتثير اهتمامهم.
في مجتمع يحتاج إلى رؤوساء أقلام تستطيع أن تلقي الضوء على التحديات والفرص، كان طلحة جبريل قدوةً للعديد من الصحفيين الشبان الذين تأثروا به وتعلموا منه. لقد كان له تأثير كبير في تطوير مهنة الصحافة في المغرب في الاسلوب والطرح .
يظل طلحة جبريل الجوهرة السمراء رمزًا للإبداع والتفاني في مجال الصحافة. لقد أثرى الوسط الإعلامي بمساهماته المتميزة . إن إرثه الصحفي والأدبي سيبقى حاضرًا في قلوب وعقول الجميع، وسيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في عالم الصحافة والكتابة .
طلحة جبريل: الإلهام الذي لا يزول والمحبة التي تدوم،
في عالم الصحافة والإعلام، هناك أشخاص يتركون أثرًا عميقًا في نفوسنا وفي مساراتنا المهنية. أحد تلك الشخصيات اللافتة هو الكاتب الصحفي السوداني الرائع طلحة جبريل، الذي أسهم بشكل لا يُنكر في تشكيل رؤيتي وتوجيهي في ميدان الصحافة
لقد عرفت طلحة جبريل منذ عام 1981، وكان له تأثير كبير على طريقتي في التفكير والكتابة. كنت ولا زلت أتذكر تلك اللحظات الثمينة التي قضيتها في حضرته، حينما كنت أتلقى دروسًا قيّمة في فنون الصحافة والكتابة. من خلال توجيهاته ونصائحه، تعلمت كيفية التعبير بوضوح واستخدام الكلمات بذكاء لنقل الأفكار والقصص.كنت انتظره في زوايا مطعم صيدون .. لعله يمر من هناك واسترق منه شيئا اتعلم منه ، مثل حال الظمآن ينتظر زخات المطر .، لا ادري لماذا نستحي من صنع المعروف. اما انا فلا هولاء هم قدوتي .
لم يكن تأثير طلحة جبريل مقتصرًا فقط على الجوانب المهنية، بل تجاوز ذلك إلى الروحانية والإنسانية. ترك لدي ذكريات مميزة وتعاطفه معي أثرت في تشكيل مفاهيمي عن الأخلاق والقيم. لا تزال محبتي له تدوم وتتجدد مع مرور الوقت، فقد كان أكثر من معلم بل كان صديقًا ومرشدًا أيضًا ، يبقى طلحة جبريل في قلبي رمزًا للعلم والعطاء، ولا تزال دروسه تنبعث في كلماتي وأفكاري. إن انعكاس تأثيره الإيجابي يظل واضحًا في مساري المهني والشخصي.
بسّام عوده