كتب: بسّام عودة _ شؤون عربية
في تطور يعكس بداية مرحلة جديدة في المشهد السياسي السوري، وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد رسمي، في أول زيارة خارجية للحكومة الجديدة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. جاءت هذه الزيارة، التي تلبي دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لتؤكد أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين ودورها المحوري في دعم سوريا خلال المرحلة الانتقالية.
دلالات الزيارة وأبعادها السياسية
الزيارة تحمل في طياتها رسائل متعددة، فهي ليست مجرد لقاء دبلوماسي بين دولتين، بل تعكس إرادة سياسية مشتركة لإعادة بناء جسور الثقة بين سوريا والمحيط العربي، خصوصًا بعد سنوات من التوتر والعزلة. تصريحات الشيباني التي وصف فيها هذه الخطوة بـ”التاريخية” تؤكد تطلع الحكومة السورية الجديدة لتعزيز علاقاتها مع الدول العربية، وعلى رأسها السعودية التي تلعب دورًا رياديًا في المنطقة.
الجانب الإنساني: السعودية تدعم التعافي السوري
بالتزامن مع زيارة الوفد السوري، أطلقت المملكة جسرًا جويًا إنسانيًا لإغاثة الشعب السوري، شمل مساعدات طبية وغذائية وإيوائية. هذه المبادرة السعودية تأتي كدليل عملي على الالتزام بدعم استقرار سوريا وتخفيف المعاناة الإنسانية التي خلفتها سنوات الصراع. تصريحات الدكتور عبدالله الربيعة، المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة، تشير إلى أن هذا الدعم ليس سوى بداية لخطوات أوسع تهدف إلى تحسين الوضع المعيشي في سوريا.
لقاءات رفيعة واستراتيجيات مشتركة
اجتماع الوفد السوري مع مسؤولين سعوديين بارزين، بما في ذلك الأمير خالد بن سلمان، سلط الضوء على الأولويات المشتركة، حيث تمت مناقشة سبل دعم العملية السياسية الانتقالية في سوريا. الأمير خالد شدد على أهمية استثمار سوريا في مقدراتها وشعبها لإنهاء سنوات الحروب والدمار.
أفق العلاقات السورية-السعودية
تأتي هذه الزيارة كجزء من تحول استراتيجي يعيد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية. السعودية، التي لطالما لعبت دورًا محوريًا في القضايا العربية، تظهر اليوم عزمها على قيادة جهود إعادة الاستقرار إلى سوريا من خلال التعاون السياسي والدعم الإنساني. من جهة أخرى، تسعى سوريا الجديدة إلى استعادة مكانتها في المنطقة وتعزيز علاقاتها العربية، معتمدة على خطاب سياسي يركز على التعاون والتنمية.
مع انطلاق هذه الزيارة التاريخية، يبدو أن العلاقات السورية-السعودية تسير نحو مرحلة أكثر إشراقًا، تحمل معها آمالًا كبيرة للسوريين في الداخل والخارج. إذا ما استمرت هذه الجهود المشتركة، فقد تكون هذه الخطوة نقطة تحول فارقة تضع سوريا على طريق الاستقرار والتنمية.