الدبلوماسيةالعالم العربيتونسحوار

سفيرة الامارات العربية المتحدة لدى تونس ، د. إيمان السلامي نعمل على إيجاد فرص لتعزيز التعاون المشترك

منذ وصول سفيرة الامارات العربية المتحدة إلى تونس ، الدكتوره إيمان أحمد السلامي ، حاولت اجراء حوار صحفي ، لكن الوقت لم يسعفني ، بسبب تراكم برنامج السفيرة ، حانت الفرصة ، وقالت بكل ادب ولياقة الدبلوماسية والتواضع : 

أعتذر عن التأخير ، وأشكرك على صبرك وانتظارك على قائمة الصحفيين. نحن نقدر اهتمامك  ، بدأنا هذا الحوا وهو فرصة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى حول العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وتونس، وكذلك لتسليط الضوء على أهم التطلعات ، نأمل أن يسهم هذا الحوار في تعزيز  العلاقة بين الاعلام والسفراء . 

دعونا نبدأ الحوار ونستكشف مجموعة من القضايا المهمة في العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين الإمارات العربية المتحدة وتونس.

***********

بما أنكم سفيرة الإمارات العربية المتحدة المعتمدة في تونس، فإننا نأمل أن نتمكن من استكشاف العلاقات الثنائية بين  الامارات وتونس  في مجالات متعددة.

تعد العلاقات بين الإمارات العربية ،المتحدة وتونس متينة ومتنوعة، حيث تستند اسس التعاون والتفاهم المتبادل ، شهدت هذه العلاقات تطورًا مستمرًا على مر السنين، حيث تركز الجهود نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التبادل الثقافي والتربوي بين البلدين ، علاوة على ذلك، تعد الإمارات العربية المتحدة نموذجًا حضاريًا واقتصاديًا ملهمًا للعالم ، حيث استطاعت أن تحقق إنجازات مذهلة في مجالات متعددة، مثل الابتكار والتكنولوجيا والتنمية المستدامة. نأمل أن يسهم هذا الحوار في  تعزيز قنوات التواصل واكتشاف افاق مختلفة ، لذا، فإن تعزيز التعاون الثنائي والتفاهم المشترك يصبحان أمرًا ضروريًا لمواجهة هذه التحديات والعمل على تحقيق الاستقرار والتقدم المشترك.

سعادة السفيرة : 

لوحظ خلال نشاطاتك المكثفة في تونس، أنك اختصرت عامل الزمن، واندمجت مع المجتمع التونسي ..؟ 

هذا توفيق من رب العالمين أولا وبصراحة المجتمع التونسي مجتمع منفتح ومضياف وداعم للمرأة، وجدت تقبل كبير وترحاب منهم باعتباري أول سفيرة عربية وخليجية في تونس ونحن في بلد يقدّر دور المرأة ويعطيها مكانة مهمة، كما أن هناك العديد من القواسم المشتركة من عادات وتقاليد،  ويكفي بأننا أخوة أشقاء تربطنا روابط تاريخية وطيدة أرسى دعائمها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والحبيب بورقيبه، كل هذه الظروف هيئت لي مناخ لأقوم بعملي على أحسن وجه من أجل العمل على أن تبلغ العلاقات الإماراتية التونسية مستوى مرموق من التطور والرقي في جميع المجالات في ظل توفر إرادة قوية لدى قيادتي البلدين ببلوغ مستوى أرقى وأعمق. ونحن في قاموس دولة الإمارات لا نتكلم عن تحديات أو بمعنى آخر نحن نعشق التحديات، لأن هذه التحديات هي بمثابة فرص تعشق التحديات خاصة وأن قيادتنا الحكيمة غرست فينا أنه لا يوجد مستحيل وأنت إماراتي.

لوحظ خلال فترة وجيزة وجدنا حضورك في نشاطات كثيرة .. يعني ذلك ان هناك اجنده لتطوير العلاقات الاخوية مع تونس.. ؟

بصراحة أعمل على أن أكون حاضرة في كل الفعاليات والمناسبات خاصة في ظل وجود مؤشرات على تطور المناخ الثقافي والاقتصادي والاستثماري في تونس بما سيمكننا من إيجاد فرص لتطوير التعاون الثنائي بين بلدينا إلى مستوى متقدّم.

ولا يخفى على أحد وكما ذكرت سابقا أن العلاقات بين دولة الامارات والجمهورية التونسية تاريخية ومتميزة أرسى دعائمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان والمرحوم الزعيم الحبيب بورقيبة وهذه العلاقات الراسخة متواصلة بالتوجيهات الحكيمة والرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه فخامة قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية. وتبذل سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة قصارى جهدها في توظيف كل طاقاتها لتعزيز هذه العلاقات بروح الأخوة واستمرارية التواصل بما يُحقق المصالح العليا لشعبي البلدين الشقيقين ويساهم في تنمية التعاون الثنائي في جميع المجالات.

هل الجانب الانثوي …. سهل عملية الظهور المستمر ام دراستك مهدت لهذا، ولقبت بسفيرة السعادة…؟ 

بالطبع هناك العديد من العوامل التي سهلت قيامي بمهامي في الجمهورية التونسية الشقيقة حيث أنه من البديهي أن أعمل كرئيسة بعثة على تطوير العلاقات بين البلدين ودفعها لمزيد النمو والتطور كما أن الجانب الأكاديمي أسهم في صقل المهارات المعرفية لدي، وكافة الدورات التأهيلية التي حظيت بها من وزارة الخارجية في دولة الإمارات صقلت الجانب المهاراتي  وأعطتني تجربة مهمة ساعدتني في عملي.

كما أن المناخ العام في تونس مساعد جداً حيث تحظى المرأة في تونس بمكانة جيدة ودعم من الجميع ونلاحظ حضور كبير للمرأة في الحكومة وايضاً في المسؤوليات الكبرى وهذا يساعد أكثر على التشاور والتباحث في الإمكانيات المتاحة لدفع التعاون بين البلدين.

بالنسبة لتلقيبي بسفيرة السعادة هذا أمر يدعو للفخر ويعطي الكثير من المسؤولية حتى أكون مساهمة في نشر قيم السعادة والتسامح وهذه القيم التي تعمل دولة الإمارات على نشرها وترسيخها لتكون مفاهيم مرتبطة بالقيم والسلوك السوي الإنساني العالمي.

يبدو اللقاءات مع الجهات الرسمية، تشير ان هناك مؤشرات ايجابية من اجل زيادة التعاون المشترك بين بلديكم …؟

هدفي الأساسي في تونس هو بلوغ مستوى متطور في العلاقة بين دولة الإمارات والجمهورية التونسية وأعمل على أن تكون هناك لقاءات رفيعة المستوى مع الوزراء وكبار المسؤولين من أجل العمل على تطوير العلاقات الثنائية حيث وجدت تقبل كبير وترحيب منهم كما أن لقائي بفخامة قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية كان إيجابي وعبر لي عن دعمه وإتاحة كل الفرص من أجل تطوير العلاقات الثنائية بين بلدينا.

كما أنني قمت بتقديم دعوة موجهة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” لفخامته لحضور مؤتمر COP28 الذي سينتظم في إكسبو دبي خلال الفترة 30 نوفمبر -12 ديسمبر 2023 وقد أكد فخامته على تلبيته للدعوة.

هذا التعاون والتفاهم سيخلق مناخ إيجابي يدفع العلاقات بين البلدين لتكون متطورة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وتيح فرص لبحث شراكات مجدية ومشجعة.

على صعيد الاستثمار، هناك مشاريع كبرى سيتم القيام بها في تونس، في ظل التطور الملحوظ في العلاقات … ؟

العلاقات الاقتصادية الإماراتية التونسية راسخة وتاريخية وتوجد العديد من الشراكات والتعاون بين مستثمرين إماراتيين ونظرائهم من تونس، وقد بدأ المناخ الاستثماري في تونس يشهد تغييرات إيجابية في القوانين والحوافز بحيث تكون مشجعة وجاذبة للاستثمار، وعلى سبيل المثال  تم الانتهاء من الإجراءات الخاصة بالموافقات من السلطات التونسية لمشروع المدن الرياضية لشركة بوخاطر، وهناك خطة زمنية محددة لتنفيذ المشروع في العشر سنوات القادمة، وخلال الفترة الماضية قمت بزيارة مقر المشروع وقابلت المدير التنفيذي هناك، ولاحظت التغيير الكبير الذي سيحدثه المشروع في المنطقة من الناحية المعمارية والبيئية، فهي مدينة ذكية، وبكل تأكيد سيسهم هذا المشروع في استقطاب مشاريع أخرى ويعطي حيوية وديناميكية للاقتصاد التونسي.

الامارات وتونس، هناك توافق سياسي وتعاون وثيق. هل سنشهد خطوات للمساهمة في دفع عملية الاستثمار في مشاريع تنموية جديدة….؟ 

العلاقات التونسية الإماراتية ستبقى في مستواها المتميز وستتطور حيث أن دولة الإمارات منفتحة على كل إمكانيات التعاون مع الجمهورية التونسية وتقوم بالاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في كل القطاعات الحيوية خاصة الذكاء الصناعي والاتصالات والأمن الغذائي والسياحة  والطاقات المتجددة.

كما أن المناخ في تونس يشهد تغيير كبير من حيث القوانين والتشجيعات لجذب الاستثمارات الأجنبية بما سيمثل ذلك حافزاً قوياً لتكون الوجهة التونسية تنافسية في المنطقة خاصة وأن تونس موقعها استراتيجي وتحتوي على كل المقومات الأساسية لتكون بوابة أفريقيا.

بسّام عوده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content