في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ عقود، قام وفد عسكري سعودي رفيع المستوى برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، الفريق الأول الركن فيّاض بن حامد الرويلي، بزيارة رسمية إلى إيران، حيث التقى نظيره الإيراني اللواء محمد باقري. وتناولت الزيارة، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية، سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، إضافة إلى بحث التطورات الإقليمية والتحديات المشتركة. هذا التواصل العسكري المباشر هو الأبرز منذ ديسمبر 2023، عندما جرى اتصال هاتفي بين اللواء باقري ووزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
تشير هذه الزيارة إلى تحولات مهمة في العلاقات الثنائية السعودية–الإيرانية، خاصةً في ظل التوترات الإقليمية التي لطالما أثرت على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج. ويبدو أن الطرفين يتجهان نحو تجاوز خلافاتهما التاريخية، والسعي نحو تعاون دفاعي يمكن أن يكون بمثابة قوة داعمة للأمن في المنطقة.
من جهة أخرى، أكدت وزارة الدفاع السعودية أن هذه الزيارة تأتي بتوجيه من القيادة السعودية، حيث تهدف إلى استكشاف فرص تطوير العلاقات العسكرية بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
التحولات الدبلوماسية والعسكرية:
تُمثل هذه الزيارة امتداداً للانفراج في العلاقات السعودية–الإيرانية بعد اتفاقية إعادة العلاقات الدبلوماسية بوساطة الصين في أوائل عام 2024. ويعكس التوجه الجديد رغبة الطرفين في التعاون لتعزيز الاستقرار وسط تحولات.
تبقى الآمال معقودة على أن تسهم هذه الزيارة “النادرة” في بناء أسس تعاون إيجابي ومستدام بين البلدين، بما يعزز استقرار المنطقة ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات أخرى حيوية تتجاوز الإطار العسكري
بسّام عوده – شؤون عربية