الدبلوماسيةالعالم العربي

زيارة الصفدي إلى دمشق: تعزيز الحوار الأردني-السوري في ظل التحديات المشتركة

في زيارة تُعد الأولى من نوعها لمسؤول عربي رفيع المستوى إلى دمشق، أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الاثنين، مباحثات موسعة مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع. اللقاء شمل بحث الملفات الثنائية والإقليمية، وسط تركيز على التحديات المشتركة بين البلدين، خاصة ما يتعلق باللاجئين السوريين، تأمين الحدود، والتطورات السياسية في المنطقة.

الصفدي أكد، خلال اجتماعه مع الشرع وعدد من المسؤولين السوريين، أهمية التعاون لتخفيف الأعباء الإنسانية والاقتصادية التي خلفتها الأزمة السورية، مشدداً على أن الأردن سيواصل لعب دوره المحوري لدفع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة السورية، يحافظ على وحدة الأراضي السورية واستقرارها.

ملفات محورية

الملف الإنساني كان حاضراً بقوة في المناقشات، حيث شدد الصفدي على ضرورة إيجاد حلول عملية لملف اللاجئين، الذي يُعد من أبرز التحديات التي تواجه الأردن، كونه يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في المنطقة. كما بحث الجانبان التعاون الأمني، في ظل تزايد التهديدات المتعلقة بتهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة، والتي تمثل تحدياً كبيراً للأردن.

وفي السياق ذاته، يرى مراقبون أن زيارة الصفدي تأتي في وقت حساس، حيث تسعى الدول العربية إلى إعادة سوريا إلى الساحة الإقليمية، وسط محاولات لتحقيق توافق عربي بشأن دور دمشق المستقبلي.

رسائل إقليمية ودولية

الزيارة تُعد أيضاً رسالة سياسية توضح أن الأردن يسعى لتوظيف علاقاته التاريخية مع سوريا لتحقيق الاستقرار الإقليمي. كما تعكس رغبة عمّان في تعزيز الحوار العربي-السوري، خاصة في ظل الجهود العربية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية ومواجهة التحديات الأمنية والإنسانية التي خلفتها الأزمة.

وبحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن زيارة الصفدي قد تمهد الطريق لمزيد من التواصل بين دمشق والعواصم العربية الأخرى، لا سيما أن الأردن كان دائماً جسراً للتواصل والحوار في القضايا الإقليمية الشائكة.

تحديات أمام التعاون المشترك

ورغم الأجواء الإيجابية التي أحاطت بالزيارة، إلا أن تحديات كبيرة ما تزال قائمة، أبرزها ملف اللاجئين، الذي يتطلب تنسيقاً مشتركاً لتهيئة الظروف لعودتهم بشكل آمن وطوعي

بسّام عياصرة _ شؤون عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content