كتب: بسّام عوده
تحيا ذكرى رحيل محمود درويش في قلوبنا، شاهدا على قوة وتأثير الأدب والثقافة في ترسيخ قيم التواصل والفهم بين الشعوب. درويش استطاع أن يجاوز كل الحدود ويصل المدى .. في مخيلة درويش لا حدود للجغرافيا والثقافة .
في زمن تعددت فيه وسائل التواصل والتقنية، لا يزال دور الأدب والثقافة أساسيًا في بناء جسور التواصل والفهم بين الشعوب المختلفة. إن تعمقنا في أعمال محمود درويش يظهر لنا كيف أن الكلمات يمكن أن تتخطى الحواجز وترسم وطنا في كل مخيله ، درويش نقل تجاربه ومشاعره ورؤاه باسلوب اثر في النفوس ولامس العقل والمشاعر الإنسانية الجوهرية.
إن تجربة محمود درويش في تونس موطن أبي القاسم الشابي ، عكست أهمية التفاعل الثقافي بين الشعوب، حيث استمد من تجاربه ولقاءاته مع المثقفين والشعراء ليثري إبداعه ويعزز فكره. حيث قال :
كيف نُشفى من حب تونس !
كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس
لقد راينا في تونس من الالفة و الحنان والسند السمح ما لم نرى في اي مكان اخر
كانت لحظات مفعمة بالسعادة عندما تيسر لي التواصل مع محمود درويش في تونس، تواضعه المطلق ، وثقافته الواسعه ، تفتح ابوابها ليكون صديقا للجميع .
درويش في ثقافته ، ابجديه صنعت لغة تتجاوز الكلمات وتتنوع بين الأشكال ، وتترك أثرًا عميقًا في كل زمان ومكان ، كل يوم العالم يشعر بأهمية درويش من خلال إرثه الثقافي المتنوع المتسع لكل العالم .
عندما نحتفي بذكرى رحيل محمود درويش، فإننا نحتفي بقوة الكلمة وأهمية الثقافة ، ليبقى شعره خالدًا يلهم الأجيال القادمة لرسم عالمٍ أكثر تفاهمًا وسلامًا.
محمود درويش : شاعر الوطنية والإنسانية يستمر في الذاكرة ،
في تشكيل الوعي الوطني والإنساني للعديد من الأجيال.
بالاحتفاء بذكرى رحيل محمود درويش، نستذكر شاعر الحرية والعدالة والوطنية، الذي لم يكتفِ بالكلمات بل أعطى صوتًا لمشاعر الشعب الفلسطيني ولكل الذين يسعون للعيش بكرامة وحرية ، وسيستمر تأثيره في قلوب الناس وفي ثقافتنا ،
شاهدًا على أن الكلمات قادرة على تغيير العالم وترسيخ روح الأمل والمقاومة.
اللوحات الفنية ، رسم بسّام عوده