العالم العربي

حين يتحول الوعي الشعبي إلى درع: الأردن يحبط مشاريع الفوضى

كتب : بسّام عوده 

رغم ما تشهده المنطقة من أزمات متلاحقة وصراعات مدمّرة، يظل الأردن ركيزة استقرار وسط محيط متقلّب. ومع كل أزمة إقليمية، تظهر محاولات مستمرة لزعزعة أمنه الداخلي والتأثير على وحدته المجتمعية، من خلال أدوات وأساليب تتنوع بين التحريض، والشائعات، والتغلغل في الحراك الشعبي. ومع اشتداد العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد المواقف الشعبية الرافضة للعدوان، تحاول بعض الأطراف ركوب موجة التضامن الأردني مع الشعب الفلسطيني لتحقيق أجندات مشبوهة، تهدف إلى بث الفُرقة وإشعال الفتن الداخلية.

ما يجري من محاولات لزعزعة استقرار الأردن ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من مخطط مدروس تنخرط فيه أطراف لا ترغب ببقاء الأردن آمنًا مستقرًا. وفي كل مرة تشهد فيها المنطقة توترًا، يعاود هؤلاء نشاطهم عبر أدوات إعلامية وتحريضية، تهدف إلى التشكيك في الدولة ومؤسساتها، وتأليب الشارع تحت شعارات ظاهرها التضامن، وباطنها التقويض والتمزيق.

لقد أثبت الأردن، بقيادته  ووعي شعبه، أنه قادر على التمييز بين التضامن الحقيقي مع القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وبين محاولات التوظيف السياسي المشبوه. ففي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، لم يتردد الشارع الأردني في الخروج بمظاهرات سلمية داعمة للمقاومة، مطالبة بوقف المجازر والانتهاكات، ولكن ضمن إطار منضبط يعكس الوعي الوطني العميق.

غير أن بعض الجهات تحاول التغلغل في هذا الحراك المشروع، عبر إطلاق أصوات شاذة، وتحريك خلايا تهدف إلى استغلال الغضب الشعبي لتفكيك اللحمة الوطنية. وهنا تتجلى خطورة المرحلة، فالمعركة لم تعد فقط عسكرية أو سياسية، بل أصبحت معركة وعي، تتطلب من كل مواطن أن يكون خط الدفاع الأول عن أمن بلده ووحدته واستقراره.

إن صمود الأردن لا يتجلى فقط في أمنه، بل في وحدته، وفي إدراكه لخصوصية موقعه الجيوسياسي، الذي جعله على الدوام هدفًا لأطماع متعددة، ولكنه بقي حصنًا منيعًا بفعل تلاحم القيادة والشعب، وبفعل مؤسسات راسخة تعرف جيدًا كيف تواجه التحديات دون أن تهتزّ.

الأردن اليوم يقف كما كان دائمًا، إلى جانب الحق الفلسطيني، ولكنه في ذات الوقت، يقف بحزم أمام أي محاولة لاختراق جبهته الداخلية. فالمعركة على الاستقرار لا تقل أهمية عن أي معركة أخرى، والوعي الشعبي هو السلاح الأقوى لمواجهة حملات التضليل والتفكيك. وما دام الأردنيون على هذا القدر من الوعي، فإن كل المؤامرات ستتحطم على صخرة وحدتهم وصلابتهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content