كتب : بسّام عوده
حقوق الإنسان موضوع معقد ومختلف، اختلاف جوهري بين القيم الغربية ومفهوم حقوق الإنسان والقيم الاسلامية ، يشير “الغرب” في هذا السياق أن الدول الغربية التي تمتلك نظمًا ديمقراطية مستقرة وتؤمن بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.حسب ما تروج له ، وتعود جذور مفهوم حقوق الإنسان في الغرب إلى الفلسفة الإغريقية القديمة والتقاليد الرومانية، ولكنه تطور وتعزز على مر العصور.
وفيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية ، نجد في كل مناسبة وزيارة لمسؤول سعودي للدول الغربية ، أول خبر يطالعنا سيناقش ملف حقوق الإنسان ، وهذا الاهتمام المتزايد الذي تجاوز الحد بحقوق الإنسان ، له اهداف مرتبطه بالمصالح وخاصة الجانب الاقتصادي ، نحن ندرك ان السعودية ليست الجنة ، ولا المنطقة الوسطى بين السماء والارض.
لكن السعودية ، لها وضع ومكانة لا تنطبق الا عليها،التزامها بالقيم الإسلامية كمرجعية أساسية لنظام الحياة يجعلها تتحرك بحذر شديد ، الإسلام يعتبر دين الدولة في السعودية من حيث التشريع ويؤثر على النظام القانوني والثقافة والممارسات الاجتماعية في البلاد ، وفي إطار التزامها بالقيم الإسلامية،فهى تختلف عن غيرها في مفهوم حقوق الإنسان .
الثقافات الاستعمارية ، لها اجندة وبرامج متعدده تريد من خلالها فرض مفاهيم الغرب على الثقافات الأخرى دون احترام حدود القيم والتقاليد الاجتماعية المحافظة .
الآراء بين الغرب والسعودية بشأن هذه القضايا. تتطلب فهمًا شاملاً وعميقا للسياق الثقافي والديني والسياسي ،
السعودية ادركت ان الحياة تطورت واجرت إصلاحات هامة في مجال حقوق المرأة والحريات الشخصية والتنمية الاجتماعية ونوقشت هذه القضايا ضمن التشريع الذي يتوافق وخصوصية الدولة ، وتماشيا مع التطورات العالمية في إطار القيم الاسلامية التي تراعي الثوابت المتفق عليها ومراعاة مصالح الدولة العليا .
الدول الغربية اليوم امامها تحديات داخلية تتعلق بتحقيق حقوق الإنسان حدودها الاجتماعية المنهكة بالتفكك الاجتماعي ، تكرار الاسطوانة المشروخة لديمقراطية الغرب التي اوجعت اسماعنا ، فإنها لا تخلو من وجود انتهاكات تشمل هذه التحديات من خلال التمييز العنصري، والتفاوت الاقتصادي، وحقوق المهاجرين المغتصبه ، والمثلية التي اصبحت مطلب وحق تمارس من خلاله حقوق الانسان المزعومة ، واستغلال الدول الفقيرة التي اصبحت مختبر تجارب للغرب ، على الصعيد الانساني ونذكر منها حرمان الدول الفقيرة من التلاقيح ابان انتشار كورونا ، في الوقت الذي بذلت فيه السعودية جهودا كبيرة لتوزيع المساعدات الانسانية والعلاجية بما فيها التلاقيح ، احتلت المملكة المرتبة الاولى عالميا من حيث الدعم المادي والمعنوي لانقاذ المجتمعات ، دون تمييز ، واليوم عندما ضاقت الحال بالغرب بالحرب الروسية الاوكرانية اصبحت تستجدي السعودية للتحرك من اجل السعي لايقاف الحرب .
الشعارات المتعلقة بحماية حقوق الإنسان تحوّلت بمرور الزمن وفي ظل تضاعف المشكلات الانسانية ، إلى حق يراد به باطل.
الدول الكبرى اليوم تعمل على استثمار ملف حقوق الإنسان، بل تسعى الكثير من القوى في السياق نفسه إلى توظيف دبلوماسية حقوق الإنسان من أجل الدفاع عن مصالحها ويمكن القول بإنها أضحت انتهازية، وأصبح المعيار المتعلق بحقوق الإنسان يتضاعف حضوره في الخطابات الرسمية للدول على نحو مضخَّم وغير مسبوق على مستوى المشهد الدولي.