الدبلوماسيةالعالم العربيتونس

جولة عربية لرئيس الوزراء العراقي: من القاهرة إلى تونس لتعزيز العلاقات ودعم القضايا المشتركة

كتب : بسّام عوده 

في خطوة تاريخية نحو تعزيز العلاقات العربية وتوثيق التعاون الثنائي، بدأ رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، جولة عربية شملت في محطتها الأولى مصر، تلتها زيارة رسمية إلى تونس، وهي الأولى من نوعها منذ أكثر من 20 عامًا. تأتي هذه الجولة في ظل تطورات إقليمية مهمة، وفي وقت تسعى فيه الدول العربية لتوحيد المواقف بشأن القضايا الحساسة في المنطقة. خلال لقائه مع الرئيس التونسي قيس سعيد، أكد السوداني على دور العراق المستقر كقوة محورية في المنطقة، فيما أعرب سعيد عن اعتزازه بتعزيز التعاون بين البلدين، مشيرًا إلى تطابق الرؤى السياسية والاقتصادية بين العراق وتونس.

رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي بدًا. جولته والتي  تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة التطورات الإقليمية. في محطته الأولى بمصر، التقى السوداني الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شدد على أن “العراق المستقر قوة لكل الأشقاء والأصدقاء في المنطقة”. وأوضح السوداني أن حكومته تركز على تحقيق مصالح العراق العليا من خلال تبني سياسات تستند إلى التفاهم والتعاون مع دول المنطقة، مؤكدًا قدرة العراق على أن يكون ساحة لتلاقي الدول الصديقة.

من جانبه، عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن اعتزازه بالعراق وحرصه على التعاون الكامل في مختلف المجالات. وأكد السيسي على أن العراق القوي يمثل دعامة أساسية للاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى تطابق الرؤى السياسية بين البلدين فيما يخص التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي.

ووصل إلى تونس، محطته الثانية في جولته العربية، يرافقه وفد حكومي رفيع المستوى. وكانت هذه الزيارة الرسمية هي الأولى لرئيس وزراء عراقي إلى تونس منذ أكثر من عقدين. استقبله رئيس الحكومة التونسية كمال المدوري بالجناح الرئاسي في مطار تونس قرطاج الدولي، قبل أن يلتقي الرئيس التونسي قيس سعيد في القصر الرئاسي.

في إطار زيارته إلى تونس، أصدر البلدان بيانين منفصلين يطالبان فيهما بوقف “حرب الإبادة في غزة” و”الاعتداءات ضد المدنيين العزل”، مؤكدين على أهمية التكاتف العربي في مواجهة التحديات الراهنة.

ومن الجدير بالذكر أنه منذ تولي الرئيس قيس سعيد السلطة في تونس عام 2019، اتخذت تونس والعراق خطوات كبيرة نحو تعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بينهما. ففي مايو الماضي، ألغت تونس شرط تأشيرة الدخول للمواطنين العراقيين، مما فتح الباب لتعزيز التبادل السياحي والثقافي بين البلدين. كما بدأت الخطوط الجوية العراقية مؤخرًا بتسيير رحلات مباشرة إلى تونس بعد انقطاع دام لعدة سنوات، وهو ما لاقى ترحيبًا كبيرًا من كلا الجانبين.

وفي لفته رمزية تعبّر عن عمق العلاقات بين البلدين، قدم الرئيس التونسي قيس سعيد لرئيس الوزراء العراقي لوحة فنية كتبت بخط الثلث، تحمل قصيدة “بين تونس وبغداد” للشاعر العراقي معروف الرصافي، تجسيدًا للعلاقات الثقافية والتاريخية التي تربط الشعبين.

وحضر اللقاء الوفد المرافق القائم بالاعمال عبد الحكيم القصاب الذي يرأس البعثة الدبلوماسية  لدى تونس 

هذه الجولة تأتي في وقت حرج بالنسبة للمنطقة، حيث تؤكد أهمية التعاون العربي المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية كوسيلة لتحقيق الاستقرار ودعم القضايا المشتركة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content