كتب : بسّام عودة _ شؤون عربية
على مدار اثني عشر عاماً من الثورة السورية ومعاناة الشعب السوري، تميز الموقف القطري بالثبات والدعم المستمر لقضية الشعب السوري في تحقيق طموحاته لنيل الحرية والكرامة. فقد عبّرت دولة قطر، بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن التزامها الواضح بمناصرة الشعب السوري عبر مختلف المحافل الدولية والإقليمية، وبرز ذلك في آخر تصريحات الأمير خلال قمة جدة. وفي ظل تخلي كثير من الدول عن دعم الثورة السورية بعد وعودها السابقة، بقيت قطر ملتزمة بمبادئها الراسخة، مؤكدة دعمها للشعب السوري سياسياً وإنسانياً.
ثبات الموقف
منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، أبدت قطر انحيازها الكامل لتطلعات الشعب السوري في التحرر من القمع والدكتاتورية. اتسم هذا الموقف بالوضوح والاتساق، ولم يخضع للتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية أو ضغوط الأطراف المختلفة. في حين شهدت الساحة تراجع دعم العديد من الدول التي ادعت في البداية أنها “صديقة الشعب السوري”، ظلت قطر صامدة، تعكس التزامها بمبادئها السياسية والأخلاقية.
الدعم الإنساني والتنموي
على الجانب الإنساني، أظهرت قطر التزاماً ملموساً في مساعدة الشعب السوري. ومن بين المبادرات الأخيرة، أرسلت قطر سفينة لتوليد الكهرباء إلى سوريا، بهدف تعزيز إمدادات الطاقة التي دمرت بفعل الصراع. تعمل حالياً فرق هندسية على إنشاء خطوط نقل لربط السفينة بالشبكة الكهربائية، في خطوة تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للسوريين
موقف متصل بحل شامل
يتجاوز الموقف القطري حدود الدعم الإنساني إلى لعب دور فعال في التواصل مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لتحقيق حل سياسي شامل. تُظهر القيادة القطرية وعياً عميقاً بأن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يتم من خلال تسويات مؤقتة، بل عبر وقف القتل، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وضمان سيادة الشعب السوري على أرضه ومستقبله.
التصريحات الدولية كمرآة للموقف القطري
خلال القمم الدولية، مثل قمة جدة، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن مساعدة الشعب السوري ليست مجرد التزام إنساني، بل واجب أخلاقي وسياسي. هذه التصريحات تعكس دور قطر كلاعب إقليمي يهدف إلى تحقيق العدالة للسوريين في وجه القمع والدمار الذي مارسه النظام السوري
إن الموقف القطري تجاه الثورة السورية يمثل نموذجاً للدعم المبدئي الذي لا يتأثر بالضغوط الدولية. فمن خلال العمل الإنساني والسياسي، ظلت قطر وفية لتطلعات الشعب السوري، ما يجعلها من أبرز الدول التي حافظت على ثباتها في مشهد سياسي متغير.