زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لفرنسا تعتبر أحد الأحداث المهمة في ظل الظروف الدولية المتغيرة .
وتاتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ، خلال الزيارة سيلتقي ولي العهد الرئيس إيمانويل ماكرون ويناقش معه الحرب في أوكرانيا ضمن قضايا أخرى وفيما يتعلق في انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان ، بحكم تاثير السعودية وفرنسا على الساحة السياسية في لبنان ، كما سيترأس بن سلمان وفد بلاده المُشارك في قمة “من أجل ميثاق مالي عالمي جديد” المقررة بباريس في 22 و23 يونيو/حزيران، وسيشارك في حفل استقبال رسمي مخصص لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030 .
السعودية فيما مضى من خلال علاقتها بالدول الكبرى ، كانت تستمع اكثر مما تتكلم ، من هنا تبدا الحكمة .. بدات بتصوراتها وطرح طموحاتها على مهل ، وصول ولي العهد الامير محمد بن سلمان إلى مركز القرار الرئيسي في السعودية وتوليه مسؤوليات واسعة تشمل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، تغير المشهد بحجم الطموحات وأهمية الهدف والرسالة ، واصبحت المقولة التي تترد على طاولة الحوار مع الدول الكبرى “نحن نحدد المصالح ، ولا نخضع لأي طرف “، لان القيادة عززت قوة الدولة ومكانتها في الساحة الإقليمية والدولية.
بالإضافة إلى ذلك سعت السعودية إلى الحفاظ على سيادتها واستقلالها في اتخاذ القرارات، وذلك بتحديد مصالحها الوطنية وعدم الخضوع لأي طرف أو تأثير خارجي ، وبدات في بناء شراكات استراتيجية مع دول العالم، الولايات المتحده والصين وروسيا ، بما في ذلك فرنسا، دون الاستسلام لأي تدخلات خارجية في صنع القرارات.
ولي العهد اليوم اصبح قادرا على لعب دورًا حاسمًا في تحديد المصالح الوطنية، والحفاظ على سيادتها واستقلالها في اتخاذ القرارات وتعزيز شراكات استراتيجية تخدم المصالح العليا .
إضافةً إلى ذلك، يعكس التأكيد على استقلالية الدولة في توجهات سياستها الخارجية ، وتتبنى المملكة مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول وتحترم سيادتها واستقلاليتها وتسعى إلى التعاون مع الدول الأخرى بناءً على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية.
وعلى الرغم من أهمية الشراكات والتعاون الدولي، فإن تحديد المصالح الوطنية يظل أمرًا حاسمًا لأي دولة ، ولي العهد بن سلمان والقيادة السعودية يلتزمون بتحقيق مصالح البلاد والشعب السعودي قبل أي شيء آخر، ويسعون لتعزيز استقلالية السعودية وموقعها الإقليمي والدولي.
وفي إطار العلاقات السعودية الفرنسية، يتم تعزيز التعاون بين البلدين من خلال الاحترام المتبادل للمصالح الوطنية والتوجهات السياسية المشتركة. وبناء العلاقات الثنائية على أساس التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة، مما يعزز التعاون والشراكة في مجالات متعددة ويسهم في تحقيق التطور والازدهار لكلا البلدين ، ويذكر ان التبادل التجاري والاقتصادي بينهما لا يشكل رقما كبيرا في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه المملكة.
بسّام عوده