السعوديةالعالمالعالم العربيالمجتمع

المهندس عبدالله بن جنيدب العتيبي: العقل المدبر وراء التوسعة الثالثة للمسجد الحرام

منذ تأسيسها، أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بالحرمين الشريفين، إدراكًا لمكانتهما المقدسة وأهميتهما للمسلمين حول العالم. تجلّى هذا الاهتمام في سلسلة من التوسعات التاريخية للمسجد الحرام، التي تهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين، وتوفير أفضل الخدمات لهم

في قلب مكة المكرمة، حيث يتوافد الملايين من المسلمين لأداء مناسكهم، يقف المسجد الحرام شامخًا بتوسعته الثالثة، شاهدًا على عبقرية هندسية فريدة. وراء هذا الإنجاز يقف المهندس السعودي عبدالله بن جنيدب العتيبي، الذي قاد تصميم وتنفيذ هذه التوسعة العملاقة.

رحلة التحدي والابتكار

بدأت مسيرة المهندس ابن مع التوسعة الثالثة عندما تم تعيينه مسؤولًا عن تصاميم مشروع الشامية، وهو جزء أساسي من التوسعة. بعد تسعة أشهر من العمل الدؤوب، تم حل الفريق الهندسي، لكن سرعان ما عاد ابن جنيدب ليتولى مسؤولية التصميم الفني للمشروع، مستكملًا التفاصيل والإشراف على التنفيذ. تحت قيادته، ارتفعت الطاقة الاستيعابية للمطاف من 40 ألف طائف في الساعة إلى 107 آلاف، مما أحدث نقلة نوعية في تجربة الحجاج والمعتمرين.

لم تقتصر إسهامات المهندس ابن جنيدب على المسجد الحرام فقط، بل امتدت لتشمل مشاريع خدمية أخرى في المنطقة المركزية، مثل محطات النقل ومشروع مترو مكة. كما كان له دور بارز في تصميم توسعة المسجد النبوي في المدينة المنورة، مؤكدًا التزامه بتطوير البنية التحتية للحرمين الشريفين.

إرث معماري للأجيال القادمة

يُعتبر مشروع الشامية الآن شبه مكتمل، مع صدور أمر ملكي لاستكمال مشروع المطاف. بفضل رؤية وإبداع المهندس عبدالله بن جنيدب العتيبي، أصبحت هذه التوسعة نموذجًا يُحتذى به في فن العمارة الإسلامية، وستظل مصدر إلهام للمهندسين والمعماريين حول العالم

رؤية القيادة السعودية 

 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبتوجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شهد المسجد الحرام توسعةً غير مسبوقة، تُعد الأكبر في تاريخه. تضمنت هذه التوسعة مشاريع رئيسية، منها مبنى التوسعة الرئيسي، الساحات الخارجية، أنفاق المشاة، محطة الخدمات المركزية، والطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام. تهدف هذه المشاريع إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمسجد، وتسهيل حركة الزوار، وتقديم خدمات متكاملة تليق بضيوف الرحمن. 

استثمرت المملكة مليارات الريالات في مشاريع توسعة الحرمين الشريفين، إيمانًا منها بأهمية تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين. شملت هذه الاستثمارات تطوير البنية التحتية، إنشاء أنظمة تكييف متقدمة، تحسين أنظمة الصوت والإضاءة، وتوفير خدمات صحية وأمنية على أعلى المستويات

بسّام عوده  _ شؤون عربية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content