تشكل منطقة المغرب العربي ساحة جيوسياسية معقدة، حيث تبرز مسألة الصحراء الغربية كإحدى القضايا الأكثر حساسية في المنطقة. تلعب فرنسا دورًا قد يكون مركزيًا في هذه الديناميات ، نظرًا لتاريخها الاستعماري الطويل وعلاقاتها المعقدة مع دول المنطقة مثل الجزائر والمغرب.
في السنوات الأخيرة، كان موقف فرنسا من مسألة الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية موضع جدل، مما يثير تساؤلات حول استراتيجيتها السياسية ودوافعها الحقيقية مما يجعلها بين الخوف والرجاء
الموقف الفرنسي من قضية الصحراء الغربية :
تساند فرنسا مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب كحل للنزاع في الصحراء الغربية. يأتي هذا الموقف في إطار دعم فرنسا لعلاقاتها الاستراتيجية والاقتصادية مع المغرب،
من سعيها للحفاظ على علاقات متوازنة مع الجزائر، وذلك بسبب الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين. ولكن هذا الموقف المعقد يضع فرنسا في وضع حساسا اذا اخطأت في حساباتها ، تدرك ان الجزائر تعارض مبادرة الحكم الذاتي ومطالبتها بالاستقلال. هذا التأثير على العلاقات الجزائرية الفرنسية يضر بالمصالح الاقتصادية المشتركة: فرنسا تمتلك مصالح اقتصادية كبيرة في الجزائر، خصوصًا في قطاع الطاقة والتجارة، مما يجعل أي توتر في العلاقات بين البلدين يحمل تأثيرات سلبية على هذه المصالح التي لا تهم الجزائر بقدر حاجة فرنسا اليها .
الذاكرة الاستعمارية :
لا تزال العلاقات بين الجزائر وفرنسا تتأثر بذكريات الحقبة الاستعمارية، مما يعقد أي محاولات لتحقيق استقرار دائم في العلاقات الثنائية ، التداعيات الإقليمية لموقف فرنسا “تعزيز الخلافات“ : من شأن سياسات فرنسا أن تثير التوتر بين المغرب والجزائر، مما يزيد من حدة الازمة الإقليمية ويعيق جهود التعاون بين دول المغرب العربي المتباعدة سياسيا .
بلا شك هذا الأمر. سيكون له تداعيات على السياسة الأوروبية من خلال مواقف فرنسا إلى التأثير على سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه المنطقة التي ترتبط بها ارتباط وثيق . ،
وهنا بلا شك ستكون الاحتمالات السياسية لموقف فرنسا.من خلال انحيازها الى المغرب في مسالة الصحراء، مع علمها بمخاطر توتر العلاقات مع الجزائر.
المصالح الفرنسية التي قد ترى فرنسا أن تعزيز علاقاتها مع المغرب يساهم في تأمين مصالحها الأمنية في المنطقة، مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
من المفروض ان تتخذ استراتيجية الحياد المدروس من خلال اعتمادها نهج محايد في العلن ،
بينما تواصل دعم المبادرات التي تعزز الاستقرار والحوار بين الأطراف المختلفة.
إعادة تقييم المواقف:
لتحسين العلاقات مع الجزائر: قد تضطر فرنسا لإعادة تقييم مواقفها في حال واجهت مقاومة جزائرية قوية، وقد تسعى إلى تحسين العلاقات عبر تقديم تنازلات أو تعزيز التعاون في مجالات أخرى.
قد يؤدي الضغط الدولي والمحلي إلى إجبار فرنسا على إعادة النظر في سياساتها الإقليمية لضمان الحفاظ على مصالحها دون الإضرار بالعلاقات مع الجزائر.
إن موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية يعكس تعقيد السياسات الإقليمية في منطقة المغرب العربي. وفي ظل هذه الديناميات، تحتاج فرنسا إلى تبني نهج دبلوماسي متوازن يراعي مصالح جميع الأطراف ويساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة. يتطلب الأمر من فرنسا أن تتجنب التصعيد وأن تسعى لتحقيق توازن دقيق بين تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب وحماية مصالحها الاقتصادية والسياسية مع الجزائر، التسرع في اتخاذ الموقف قد يضر بمصالح فرنسا الخارجية وهى تدرك اهمية الثقل السياسي والاقتصادي للجزائر في المنطقة وتدرك اللا “في الجزائر ، هذه العجلة في الموقف الفرنسي ستكلف فرنسا ثمنا باهظا من خلال ما سنراه من حدة الرد الجزائري ان لم تعلن فرنسا عن حيادها في قضايا المنطقة
بسّام عوده