الدبلوماسيةتونسثقافة وفنون

الفن والدبلوماسية

الدبلوماسية لها وجهان لشخصية الدبلوماسي الجانب الشخصي والرسمي ، اما الجانب الرسمي يعطي انطباعا واحساسا لتوجهات الدولة أو البلد ، هذا امر طبيعي وبديهي … لان السلوك الرسمي محاط بالسياسة حسب رؤية الدولة ، والتعامل وفقا للثوابت ، وما هو متاح ،

اما الجانب الاخر الانساني والشخصي للدبلوماسي ، صورة مختلفة  ، سعدت وتشرفت بزيارة الدكتورة ايمان أحمد السلامي سفيرة دولة الامارات العربية المتحدة بتونس ، مثلما يقال المجالس بالامانات . استقبلنا بالحفاوة ورائحة البخور  ومذاق القهوة الآسر والترحاب والتواضع الغير مفتعل ، انتابني شعور وكانني في بيتي ، واستمعت لسر الحديث المفعم بالاحترام ، تذكرت الحكمة التي تقول : “ملئ السنابل ينحنين تواضعاً” ، هذا الاحساس نافذة اتاحت لي الفهم والحوار  و التعاون في اطارا عملي الاعلامي والفني معاً.

لكني فوجئت بالحس الفني الذي تمتلكة السفيرة باختيار اعمال فنية تزدان فيها السفارة ، اصابني جانب من الخوف .. على مهنتي الفنية ، للذوق المشط   ودقة الاختيار لنمط الفن الذي ينم عن حس وذوق عال ، واسعفني الحظ ان وجدت لي عملا فني كلفت به مع مجموعة اعمال فنية منذ سنوات  لوحة لمسجد الشيخ زايد رحمه الله ، حينها ارتفعت عندي المعنويات ولم اعد ابالي من القلق الذي انتابني ،   لان لي جزء من هذا الجمال المخيم على المكان . 

جميل جدا ان يكون الدبلوماسي  صورة معبرة عن بلده  وان يضفي على من حوله  السعادة و الاحترام والشعور بالقيمة الانسانية. الدبلوماسية  شي يتعلق بفطرة الشخص ومدى استيعابه لمن حوله . الدبلوماسية ثقافة واسلوب تعامل حضاري ، اصعب شئ ( شعورك ان يأسرك الآخر ) باخلاقه وتواضعه حينها تدرك اهمية الدور الكبير الذي يلعبه السفير الذي يمثل دولة ومجتمع  وقيم وعادات . شكرا لسعادة السفيرة د . ايمان السلامي على اصالة الضيافة والحوار الملهم الذي اسرني  بطيب الخلق . 

بسام عودة

رسام وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content