الدبلوماسية لها وجهان لشخصية الدبلوماسي الجانب الشخصي والرسمي ، اما الجانب الرسمي يعطي انطباعا واحساسا لتوجهات الدولة أو البلد ، هذا امر طبيعي وبديهي … لان السلوك الرسمي محاط بالسياسة حسب رؤية الدولة ، والتعامل وفقا للثوابت ، وما هو متاح ،
اما الجانب الاخر الانساني والشخصي للدبلوماسي ، صورة مختلفة ، سعدت وتشرفت بزيارة الدكتورة ايمان أحمد السلامي سفيرة دولة الامارات العربية المتحدة بتونس ، مثلما يقال المجالس بالامانات . استقبلنا بالحفاوة ورائحة البخور ومذاق القهوة الآسر والترحاب والتواضع الغير مفتعل ، انتابني شعور وكانني في بيتي ، واستمعت لسر الحديث المفعم بالاحترام ، تذكرت الحكمة التي تقول : “ملئ السنابل ينحنين تواضعاً” ، هذا الاحساس نافذة اتاحت لي الفهم والحوار و التعاون في اطارا عملي الاعلامي والفني معاً.
لكني فوجئت بالحس الفني الذي تمتلكة السفيرة باختيار اعمال فنية تزدان فيها السفارة ، اصابني جانب من الخوف .. على مهنتي الفنية ، للذوق المشط ودقة الاختيار لنمط الفن الذي ينم عن حس وذوق عال ، واسعفني الحظ ان وجدت لي عملا فني كلفت به مع مجموعة اعمال فنية منذ سنوات لوحة لمسجد الشيخ زايد رحمه الله ، حينها ارتفعت عندي المعنويات ولم اعد ابالي من القلق الذي انتابني ، لان لي جزء من هذا الجمال المخيم على المكان .
جميل جدا ان يكون الدبلوماسي صورة معبرة عن بلده وان يضفي على من حوله السعادة و الاحترام والشعور بالقيمة الانسانية. الدبلوماسية شي يتعلق بفطرة الشخص ومدى استيعابه لمن حوله . الدبلوماسية ثقافة واسلوب تعامل حضاري ، اصعب شئ ( شعورك ان يأسرك الآخر ) باخلاقه وتواضعه حينها تدرك اهمية الدور الكبير الذي يلعبه السفير الذي يمثل دولة ومجتمع وقيم وعادات . شكرا لسعادة السفيرة د . ايمان السلامي على اصالة الضيافة والحوار الملهم الذي اسرني بطيب الخلق .
بسام عودة
رسام وكاتب صحفي