
لطالما كان العمل الخيري الكويتي نموذجًا فريدًا يجسد القيم الإنسانية، متجاوزًا تقديم المساعدات المادية ليصبح ركيزة في التنمية المستدامة. لم يعد مقتصرًا على سد احتياجات الفئات الهشة، بل تحول إلى قوة دافعة لبناء المجتمعات، ودعم الاستقلالية الاقتصادية، وتمكين الأفراد من الاعتماد على أنفسهم.
في المجال الاقتصادي، دعمت الجمعيات الخيرية تمويل المشاريع الصغيرة، ما ساهم في الحد من البطالة ورفع مستوى المعيشة. كما لعبت دورًا محوريًا في التدريب المهني عبر برامج متخصصة مثل الشراكة بين نماء الخيرية وأكاديمية حرف، وساهمت في تمكين المرأة من خلال التدريب والدعم للمشاريع النسائية.
التعليم كان أحد الأولويات، إذ تبنت الجمعيات مبادرات لدعم الطلاب، مثل «طالب العلم الجامعي»، وبناء المدارس والمراكز التعليمية في المناطق الفقيرة، إضافةً إلى تعزيز التعليم المهني لتزويد الشباب بالمهارات التقنية المطلوبة.
في القطاع الصحي، ساهمت الجمعيات في بناء المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق الفقيرة، مثل مستشفى الكويت التخصصي في غزة، إلى جانب توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وإطلاق القوافل العلاجية وحملات التوعية الصحية.
كما توسع العمل الخيري ليشمل الاستدامة البيئية، عبر مشاريع لحماية البيئة، وحفر الآبار في المناطق التي تعاني من شح المياه، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة.

لم تغفل الجمعيات دعم الفئات الهشة، حيث قدمت الرعاية للأيتام والأرامل، وبرامج تأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن دعم الأسر المتعففة وفق دراسات دقيقة لضمان تقديم الدعم الملائم.
وفي أوقات الأزمات، كانت الجمعيات الكويتية في طليعة الاستجابة الإنسانية العاجلة، بتقديم المساعدات الغذائية والطبية وتأمين المأوى للمتضررين، كما ظهر جليًا في حملات الإغاثة لفلسطين، المغرب، واليمن.
العمل الخيري الكويتي لا يقتصر على العون، بل هو رؤية متكاملة لبناء مجتمعات أقوى، حيث يتحول العطاء إلى استثمار حقيقي في الإنسان والمستقبل
بسّام عودة. _ شؤون عربية