في إطار برنامج مكثف يتضمن زيارات ميدانية ونشاطات متنوعة في عدد من المدن التونسية، يواصل معالي المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، زيارته الرسمية إلى الجمهورية التونسية. وتأتي هذه الزيارة ترجمة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – في دعم العمل الإنساني والتنموي على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومن بينها الجمهورية التونسية الشقيقة، التي تحظى بعلاقات متينة ومتميزة مع المملكة العربية السعودية.
وتعكس هذه الزيارة التزام المملكة الراسخ بنهجها الإنساني، الذي جعل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نموذجاً رائداً في تقديم المساعدة والدعم للدول الشقيقة والصديقة، من خلال برامج صحية وتعليمية وتنموية وإغاثية تسهم في تحسين حياة الشعوب وتعزيز استقرار المجتمعات.
محاضرة في كلية الطب بسوسة: نموذج ملهم من العمل الإنساني
ضمن محطات الزيارة، قدّم الدكتور الربيعة محاضرة مميزة في كلية الطب بمدينة سوسة، حملت عنوان: “العمل الطبي نموذج للعمل الإنساني ودوره في النظم الصحية”، وذلك بحضور وزير الصحة التونسي الدكتور مصطفى الفرجاني، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالعزيز بن علي الصقر، إلى جانب عدد من الأكاديميين والطلبة والكوادر الصحية.
وقد قسّم الدكتور الربيعة محاضرته إلى ثلاثة محاور رئيسية؛ استعرض في أولها أهمية العمل التطوعي ودور الشغف في تحفيز الأفراد على الانخراط في المبادرات الإنسانية، مشدداً على أن الإيمان برسالة العطاء هو ما يصنع الفارق الحقيقي. وتناول في المحور الثاني أبرز إنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة، مستعرضاً نماذج من العمليات الجراحية الدقيقة التي نفذها المركز في عدد من الدول، لا سيما في المناطق المتضررة من الأزمات والنزاعات.
أما القسم الثالث من المحاضرة، فقد خصّصه الدكتور الربيعة للحديث عن تجربته الرائدة في عمليات فصل التوائم السيامية، والتي حظيت بتقدير عالمي واسع، مشيراً إلى أن هذه النجاحات لم تكن لتتحقق لولا العزيمة والشغف والتخطيط العلمي، مؤكداً على أهمية غرس هذه القيم في نفوس الكوادر الطبية الشابة.
تأتي هذه الأنشطة ضمن سلسلة جهود سعودية تهدف إلى بناء جسور من التعاون الصحي والإنساني بين المملكة والدول الشقيقة، ومن بينها تونس، في سياق رؤية إنسانية شاملة يقودها خادم الحرمين الشريفين، وتُترجم على أرض الواقع عبر مؤسسات سعودية متخصصة ومبادرات فاعلة، تُعلي من قيمة الإنسان وتحترم كرامته وتلبي احتياجاته أينما كان
بسّام عوده _ شؤون عربية
