السعوديةالعالمالعالم العربيالمجتمع

الشؤون الإسلامية” في الحج: جهود نوعية لرعاية ضيوف الرحمن في ظل التوسعة الكبرى للحرم

كتب : بسّام عوده 

تتواصل جهود وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية استعدادًا لموسم حج هذا العام، في مشهد يتكرر سنويًا لكنه يتّسع ويتطوّر مع ازدياد أعداد الحجاج بعد التوسعة الثالثة للحرم المكي الشريف. وتبرز الوزارة بوصفها أحد أبرز الأركان التي تقف وراء النجاح التنظيمي والدعوي والإرشادي لموسم الحج، عبر منظومة متكاملة من المبادرات والخدمات التي تحظى بمتابعة مباشرة من معالي الوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ.

رعاية كريمة لضيوف خادم الحرمين الشريفين

من بين أدوار الوزارة المهمة، يبرز إشرافها على “برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج”، والذي يعكس اهتمام القيادة السعودية بالحجاج القادمين من الدول الإسلامية، لاسيما ذوي الظروف الخاصة ، وشخصيات لها دور في المجتمعات الاسلامية، وتعمل الوزارة على تنظيم استقبال الضيوف، وتأمين السكن المناسب لهم، وتوفير الرعاية الصحية والدعوية، ضمن بيئة تليق بالمكانة الروحية لهذه الشعيرة العظيمة.

وقد أكد معالي الوزير في تصريح سابق أن:

خدمة ضيوف خادم الحرمين الشريفين شرف عظيم ومسؤولية كبرى نعتز بها، ونسعى لأن تكون تجربتهم في الحج نموذجًا يعكس عناية المملكة بالإسلام والمسلمين.

توسعة الحرم وتوسّع في الخدمات

بعد التوسعة الكبرى للحرم المكي، والتي رفعت الطاقة الاستيعابية لأداء المناسك إلى أكثر من 2.5 مليون حاج، ازدادت المسؤوليات الملقاة على عاتق الوزارة، خصوصًا في الجانب التوعوي والإرشادي. واستجابت الوزارة لهذه المتغيرات من خلال مضاعفة مراكز الإرشاد، وتكثيف توزيع المطبوعات والمواد التوعوية بأكثر من 35 لغة، إلى جانب إطلاق قنوات رقمية تستهدف التواصل مع الحجاج بلغاتهم الأصلية.

إشراف ميداني من الوزير والوكلاء

يعرف عن معالي وزير الشؤون الإسلامية إشرافه الميداني الدقيق على جميع تفاصيل العمل، حيث يقوم بجولات تفقدية دائمة للمقار والمراكز الميدانية، يرافقه عدد من الوكلاء والمسؤولين في الوزارة، والجهاز الاعلامي يتمثل في المركز الاعلامي  الذي يرافق كل الوفود  وسماع ارائهم ونقلها للمسؤولين  وترافق انسيابية العمل وتحقيق أعلى معايير الجودة في تقديم الخدمة.

وقال في أحد تصريحاته:

نحن لا ننتظر التقارير المكتبية فقط، بل ننزل إلى الميدان لنطمئن بأن ما خططنا له يتحقق على أرض الواقع بالشكل الذي يليق بضيوف الرحمن.

التحول الرقمي لخدمة الحجاج

في إطار “رؤية السعودية 2030”، دشّنت الوزارة عددًا من المنصات الإلكترونية والتطبيقات الذكية، التي تسهّل على الحجاج الوصول إلى الفتاوى والإرشادات والمعلومات اللازمة، كما وفرت خدمات الرد على الاستفسارات الشرعية من خلال فرق علمية متخصصة متاحة على مدار الساعة.

ومن بين أبرز المنصات: “تطبيق المناسك” وتطبيق بلغني الإسلام واللذان شهدا خلال الموسم الماضي أكثر من 1.2 مليون عملية تحميل.

خطب يوم عرفة وترجمة معاني التوحيد

تضطلع الوزارة أيضًا بدور محوري في تنظيم وإدارة خطب يوم عرفة من مسجد نمرة، حيث تقوم ببثها وترجمتها إلى 20 لغة عالمية، لضمان إيصال المعاني العظيمة لهذا اليوم الجليل إلى العالم الإسلامي، وترسيخ قيم الإسلام الوسطي والرحيم.

وتكمل الوزارة جهودها عبر التنسيق الوثيق مع باقي الجهات المعنية بالحج مثل وزارة الحج والعمرة، ورئاسة شؤون الحرمين، ووزارة الداخلية، وهيئة الهلال الأحمر، في لوحة عمل متكاملة تنفّذ بإتقان وفق أعلى معايير الأداء المؤسسي.

تجسّد مشاريع التطوير المتواصلة في الحرمين الشريفين، وتوسيع منظومة الخدمات المخصصة لضيوف الرحمن، الرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – اللذين جعلا من خدمة الحرمين الشريفين أولوية سامية وشرفًا تتوارثه الأجيال. ويُجسّد هذا الحرص الكريم مدى ما توليه القيادة الرشيدة من عناية فائقة لضمان راحة الحجاج والمعتمرين، وتيسير أدائهم لمناسكهم في أجواء يسودها الأمن والسكينة، وسط منظومة متكاملة من الخدمات المتطورة التي تعكس عمق الانتماء لخدمة الإسلام والمسلمين، وتُبرز الصورة الحضارية للمملكة ورسالتها السامية.

رسالة المملكة في أبهى صورها

يأتي كل ذلك في سياق حرص المملكة العربية السعودية على تقديم رسالة الحج في أبهى صورها، باعتبارها قلب العالم الإسلامي، وحاضنة الحرمين الشريفين، لتؤكد من جديد أن خدمة ضيوف الرحمن مسؤولية دينية وتاريخية وإنسانية، تتشرف بها وتطوّر أدواتها عامًا بعد عام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content