
تلعب المملكة العربية السعودية دورًا استراتيجيًا في تشكيل مستقبل المنطقة، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة التي تشمل انتخاب رئيس جديد للبنان، جوزيف عون، والمساعي الدولية لتحقيق الاستقرار في سوريا. يمكن فهم أهمية هذا الدور من خلال عدة محاور:
الدور السعودي في لبنان
لطالما كانت السعودية شريكًا رئيسيًا في دعم استقرار لبنان سياسيًا واقتصاديًا، حيث ساهمت عبر مبادرات تاريخية، أبرزها اتفاق الطائف، في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية. ومع انتخاب جوزيف عون رئيسًا، تبدو المملكة في موقع رئيسي لتجديد التزاماتها تجاه لبنان، خاصة مع دعوة الرئيس الجديد لزيارة الرياض، التي تعكس رغبة لبنانية في تعزيز التعاون مع المملكة باعتبارها داعمًا أساسيًا لاستقرار البلاد.
في هذا السياق، يُمكن للسعودية أن تضطلع بدور مزدوج يشمل دعم الاقتصاد اللبناني من خلال مشاريع تنموية واستثمارات تعزز من قدرة لبنان على الخروج من أزماته الاقتصادية.
السعودية لها أهمية كبيرة في تعزيز الاستقرار السياسي: عبر دعم المؤسسات الشرعية في مواجهة تحديات داخلية،أبرزها غياب نفوذ حزب الله الذي شكل عقبة كبيرة في تغير الخارطة السياسية في لبنان وأدت إلى هذه النتائج واضعاف لبنان من خلال العبث الإيراني والسوري
الملف السوري والتحولات الإقليمية
مع استضافة الرياض اجتماعًا لوزراء خارجية دول الشرق الأوسط وأوروبا لمناقشة الملف السوري، تظهر السعودية كطرف محوري في إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية. الاجتماع يُبرز توجه المملكة نحو لعب دور فاعل في إيجاد حلول سياسية تُنهي حالة عدم الاستقرار في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وتبرز ملامح الدور السعودي من خلال إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية
. المملكة تسعى لتقليل تأثير القوى الإقليمية غير العربية، مثل إيران، على مستقبل سوريا، مع التركيز على تحقيق توافق عربي يعزز الأمن الإقليمي.
ثم التنسيق لمرحلة إعادة الإعمار عبر تقديم الدعم الدولي والعربي لإعادة بناء سوريا، بما يسهم في استقرارها.
تقليل التوترات الإقليمية استثمار السعودية في استقرار سوريا يهدف إلى تقليل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تسببها الصراعات الممتدة في المنطقة.
من هنا نجد السعودية كقوة إقليمية قيادية ، باتت تمثل مركزًا لصياغة السياسات الإقليمية، خاصة مع الدعم الدولي الذي تحظى به. من خلال التوازن في العلاقات مع الأطراف الإقليمية المختلفة، تسعى السعودية إلى تحقيق الاستقرار الذي ينعكس إيجابيًا على المنطقة ككل.
يمثل انتخاب جوزيف عون رئيسًا للبنان وتطورات الملف السوري فرصة جديدة للسعودية لتعزيز دورها القيادي في المنطقة. عبر دعم الاستقرار في لبنان وسوريا، تستطيع المملكة تأكيد مكانتها كقوة إقليمية لا غنى عنها في صياغة مستقبل الشرق الأوسط.
بسّام عوده _شؤون عربية