الدبلوماسيةالسعوديةالعالمالعالم العربي

السعودية تتجنب التحالف البحري ضد هجمات البحر الاحمر ، استراتيجية سيادية ترسخ حقوق اتخاذ القرار والمواقف 

الغياب السعودي  عن قائمة التحالف البحري  ضد هجمات الحوثيين في البحر الاحمر ، له مبرراته و  يمكن تحديد الأسباب المحتملة لهذا الغياب  عن قائمة التحالف البحري لحماية الملاحة في البحر الأحمر  (التي أعلنت عنه الولايات المتحدة ) . من بين هذه الأسباب استراتيجية  قد تكون السعودية تتبعها دون مبررات  فيما يتعلق بالأمان البحري وتختار مواقفها  لحماية مصالحها البحرية وهى غير معنية في هذه المواجهة  .

المملكة العربية السعودية  بنظرة استراتيجية قامت بتقييم مستوى التهديدات البحرية وتحديد إجراءاتها بناءً على هذا التقييم، وربما قد تختلف مع هذه الدول اعتمادا  على استقلالية القرار  ، السعودية تحافظ على درجة من الاستقلالية في تحديد استراتيجيتها العسكرية دون الانخراط في تحالفات دولية خارج المصالح العربية  مع مراعاة أن هذه التوجهات  قد تتغير وتعتمد على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، وقد يكون هناك توضيحات إضافية اذا تعرضت مصالحها للخطر  

موقف السعودية الرافض للحرب على غزة يعكس التزامها بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. بينما يتعرض سكان غزة لمعاناة كبيرة جراء التوترات والأحداث العنيفة، يبرز موقف المملكة العربية السعودية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

التأكيد على رفض السعودية للحروب والتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني يعزز الدعوة إلى التسوية السلمية والعمل من أجل حل دائم وعادل للصراع في المنطقة.

لذلك جاء غياب السعودية عن قائمة التحالف لحماية الملاحة في البحر الأحمر  تأكيدا على موقفها السيادي وحقها في اتخاذ القرارات الخاصة بها. ويظهر هذا التحفظ كمظهر لسيادة الدولة وحقها في تحديد مواقفها الخارجية والمشاركة في التحالفات بما يتناسب مع مصالحها وسياساتها.

القراءات الخاطئة او الاستنتاج الفردي 

يؤدي الى التأويلات وسوء الفهم ، لذلك تعتمد على الدبلوماسية الهادئه  من خلال تكريس مبدا الحوار والوصول الى نتائج  بعيد عن الصور الدرامية  التي نشاهدها على شاشات الفضائيات ، الامر والموقف اصعب مما نتصور  ، 

تتجلى السياسة السعودية في التوازن والفهم،  من خلال تجاربها  وموقفها  يعكس استراتيجية مدروسة في التفاعل مع الاحداث الدولية والقضايا المصيرية ، يتسم النهج الهادئ بالحذر والتفهم  للقضايا الراهنه وللمواقف الإقليمية والدولية، مما يعكس التزام المملكة بالتعاون البناء والحوار الفعّال.

هذا النهج يعكس قدرة السعودية على التكيف مع التحديات المعقدة، حيث تسعى إلى تحقيق الاستقرار والتوازن في المنطقة. يبرز التمسك بالهدوء والحوار كأدوات أساسية في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، وهو ما يميز سياسة المملكة ويعزز دورها الريادي في تحقيق السلام والاستقرار دون مزايدة ومبالغة في الاقوال والمواقف . 

بسّام عوده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content