كتب : بسّام عودة _ شؤون عربية
أعادت المملكة العربية السعودية التأكيد على موقفها الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مشددة على ضرورة حماية حقوق الشعب الفلسطيني وحفظ سيادة الأراضي العربية، في ظل محاولات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة للترويج لروايات وخرائط مزيفة تمس حدود دول عربية.
في بيان أصدرته وزارة الخارجية السعودية، عبّرت المملكة عن إدانتها الشديدة ورفضها القاطع لما نشرته حسابات رسمية تابعة للحكومة الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي، والتي تضمنت خرائط تزعم أنها “لإسرائيل التاريخية”. هذه الخرائط تضم أجزاءً من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى أراضٍ من الأردن ولبنان وسوريا، مما يمثل اعتداءً واضحًا على سيادة الدول العربية وانتهاكًا للحقائق التاريخية والقانون الدولي.
وأكدت الخارجية السعودية أن هذه الادعاءات الإسرائيلية “باطلة ومرفوضة جملة وتفصيلًا”، مشددة على أنها تأتي ضمن محاولات الاحتلال لتكريس رؤيته الاستعمارية وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الموقف السعودي: دعم دائم لفلسطين
المملكة العربية السعودية، ومنذ تأسيسها، تتبنى سياسة واضحة وثابتة تجاه القضية الفلسطينية، قائمة على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية والإقليمية. ويأتي هذا الموقف ترجمةً للسياسات السعودية المستندة إلى مبادئ الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة في عام 2002.
كما تعمل الرياض باستمرار على تعزيز التضامن العربي والإسلامي لمواجهة السياسات التوسعية الإسرائيلية، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطيني ووضع حد لانتهاكات الاحتلال المتكررة.
رفض محاولات تزييف التاريخ
تصريحات المملكة الأخيرة تأتي في وقت تتزايد فيه محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتزييف التاريخ وفرض وقائع جديدة على الأرض، سواء عبر نشر خرائط مزيفة أو بناء مستوطنات غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورغم هذه المحاولات، تواصل السعودية التأكيد على أن أي محاولات لتغيير الوضع القائم على الأرض مرفوضة، ولن تؤدي إلا إلى مزيد من التعقيد في مسار السلام الإقليمي والدولي.
دعوة للمجتمع الدولي
دعت السعودية المجتمع الدولي إلى التصدي لهذه الادعاءات الإسرائيلية التي لا تخدم جهود السلام وتتنافى مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة. وأكدت الرياض أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
تُعد هذه التصريحات تأكيدًا جديدًا على مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الخارجية السعودية، التي تستند إلى مبادئ العدل ورفض الاحتلال. ويظل دعم المملكة للشعب الفلسطيني أحد ركائز الدبلوماسية السعودية، في سعيها المستمر لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وضمان حقوق الشعوب العربية.