الدبلوماسيةالسعوديةالعالمالعالم العربيغير مصنف

الرياض وإسلام آباد تحالف يرسم معالم أمن إسلامي جديد

بسّام عوده _ شؤون عربية

في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة، تخرج المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية عن صمت التحفّظ الاستراتيجي، وتوقعان اتفاقية دفاع مشترك تحمل في جوهرها ما هو أبعد من التعاون العسكري الثنائي.
إنها اتفاقية تؤسس لتحول نوعي في التفكير الأمني في العالم الإسلامي، وتعيد رسم بعض معالم التوازنات في الإقليم والعالم.
“أي اعتداء على أحد البلدين هو اعتداء على الآخر”هكذا جاء نصّ الاتفاق، في رسالة واضحة وصريحة لا لبس فيها، موجهة إلى كل من يعنيه الأمر.
مظلّة ردع… بلغة الشراكة لا التبعية
في زمن تتساقط فيه كثير من الحسابات التقليدية، وتُختبر فيه صداقات وتحالفات كبرى، تقف السعودية وباكستان اليوم لتقولا بلغة التحالف الواعي:
أمنُنا مسؤوليتنا.
الاتفاقية، وإن جاءت في صيغة ثنائية، إلا أن أبعادها تتجاوز الجغرافيا السياسية.
فهي لا تمثل فقط اتفاقاً بين الرياض وإسلام آباد، بل تمثّل بروز مفهوم جديد لأمن العالم الإسلامي، قائم على التنسيق الدفاعي، الردع المشترك، والاستقلالية في القرار الاستراتيجي.

فيما يلي تحليل سياسي معمق ابعاد الاتفاقية، ودلالاتها، وتبعاتها المحتملة

خلفية الاتفاقية والسياق الزمني

السعودية وباكستان ترتبطان بعلاقات عسكرية وسياسية وثيقة منذ عقود. باكستان دربت قوات سعودية، والسعودية دعمت الاقتصاد الباكستاني مراراً.

توقيع الاتفاقية جاء في لحظة توتر إقليمي شديد، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على وفد حماس في قطر، وتصاعد الدعوات لتشكيل قوة ردع عربية إسلامية ، لكن رد القمة كان دون المأمول .

توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك بين المملكة العربية السعودية وباكستان يشكّل تطوراً مهماً في المشهد الجيوسياسي الإقليمي والدولي، ويحمل أبعاداً متعددة تتجاوز مجرد التعاون العسكري، على وثائق ، صورة ولي التعهد في مشهد ضم لصدرة رئيس الوزراء ،تحتاج الى فهم أعمق وصولاً إلى الرسائل الاستراتيجية والتحولات في ميزان القوى في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

تشير صيغة الاتفاق إلى ما يشبه التحذير بصيغة ردع إسلامي ناشئ، قد يشكل نواة لتحالف عسكري أوسع، يجمع الدول ذات الثقل الاستراتيجي في العالم الإسلامي. فباكستان، القوة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، والسعودية صاحبة الثقل الاقتصادي والسياسي والديني،…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content