الدبلوماسيةالسعوديةثقافة وفنون

الرياض: مثنى العبيدي يُبرز تمازج الثقافتين العراقية والحجازية في عمل فني متميز

في إطار الملتقى الدولي “بين ثقافتين” الذي أُقيم في الرياض، قدّم الخطاط العراقي البارز مثنى العبيدي عملًا فنيًا يجسد التمازج الثقافي بين العراق والحجاز. استخدم العبيدي في هذا العمل خط المحقق بأسلوب معاصر، مما أضفى تعبيرية فريدة تعكس روح النصوص وتقاطعاتها، مكونًا كتلًا حرفية وفراغية متناغمة.

تضمن العمل نقوشًا مسمارية، تمثل بدايات الكتابة في الحضارة الإنسانية، إلى جانب نصوص شعرية مكتوبة بالخط النبطي القديم، محاكيةً للنقوش الحجرية التي كانت منتشرة في الحجاز والجزيرة العربية. من حيث الألوان، اعتمد العبيدي على لون الأوكر، الذي يرمز إلى الصحراء الممتدة في الجزيرة العربية، ولون التركواز، الذي يرمز إلى الخصب والحياة في بلاد وادي الرافدين.

هذا العمل الحروفي المعاصر، المنفذ باستخدام الأكريليك والأحبار، يعكس رؤية العبيدي في دمج التراث مع الحداثة، ويبرز التفاعل الثقافي بين منطقتين لهما تاريخ حضاري عريق.

يُذكر أن مثنى العبيدي، المولود عام 1972 في الرمادي بالعراق، يُعتبر من أبرز الخطاطين العراقيين المعاصرين. حصل على بكالوريوس في علوم الكيمياء من جامعة بغداد عام 1995، وتلقى تعليمًا مكثفًا في فن الخط العربي على يد الأستاذ عباس البغدادي في جمعية الخطاطين العراقيين منذ عام 1983، حيث نال إجازة برتبة أعلى درجة. كما حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في الفن الإسلامي من كلية دار السلام في إسطنبول عام 2016.

شغل العبيدي مناصب فنية متعددة، منها مدير فني في شركة روبيكون بعمان، الأردن، من 2005 إلى 2015، حيث عمل في مجال الرسم ثلاثي الأبعاد والخط العربي. قام بتدريس فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية في بغداد بين عامي 1995 و2003، وكان عضوًا في الهيئة الإدارية لجمعية الخطاطين العراقيين خلال نفس الفترة. كما أسهم في زخرفة المصحف الخاص بدولة العراق بين عامي 1998 و2000، وتصحيح وإعادة تأهيل مصحف الدولة الكبير في العراق عام 2000. من أبرز أعماله كتابة مصحف الفيصل الشريف لمركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية في الرياض بين عامي 2012 و2017.

حاز العبيدي على جوائز عديدة، منها الجائزة الأولى في خط الثلث في المسابقة الدولية الرابعة (حمد الله الآماسي) عام 1998 في إسطنبول، والجائزة الثانية في خط الثلث والنسخ في نفس المسابقة. كما نال جائزة الإبداع العراقي عام 1999 للفن العراقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content