
تواصل العلاقات التونسية السعودية خطّها التصاعدي على مختلف الأصعدة، حيث تعكس الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين عمق الروابط الأخوية والاستراتيجية، خاصة في ظل توافق الرؤى حول أهمية الاستثمار في الإنسان وتكريس القيم الإنسانية في التعاون المشترك. وفي هذا الإطار، تشكّل المجالات الحيوية كالصحة والتعليم والبحث العلمي أرضية واعدة لتعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين، انطلاقًا من إيمان مشترك بقدرة الكفاءات التونسية والسعودية على المنافسة والتميّز إقليميًا ودوليًا.
استقبل رئيس الجمهورية التونسية الرئيس قيس سعيّد، ظهر الثلاثاء 22 أفريل 2025، الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى تونس.

اللقاء كان مناسبة لتأكيد عمق ومتانة العلاقات الأخوية بين الجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية، وشدّد الرئيس التونسي على العزم المشترك لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيّما القطاع الصحي الذي يُعدّ من أبرز مجالات التكامل الممكنة بين البلدين.
وفي هذا السياق، نوّه الرئيس بالنجاحات التي حققتها الكفاءات الطبية في كلا البلدين، مشيرًا إلى المستوى المتميز الذي بلغته الاختصاصات الدقيقة في تونس والسعودية، والتي باتت محلّ تقدير عالمي، إذ تتم دعوة أطباء من البلدين لإجراء عمليات جراحية بالغة التعقيد في دول متقدمة طبيًا، أو يتوافد مرضى من تلك الدول إلى تونس أو السعودية للاستفادة من خبراتهم، مثل عمليات فصل التوائم كمثال على التميّز العربي في المجال الطبي.
وأكد رئيس الدولة أنّ التعاون الثنائي المبني على القيم الإنسانية المشتركة، هو مفتاح لإبراز القدرات الكامنة لدى شعوبنا وإيصال رسالة إلى العالم بأنّنا شركاء فاعلون في تطوير الطب والبحث العلمي عالميًا. كما شدّد على أنّ الريادة والإبداع لا يمكن أن يتحققا إلا من خلال الوحدة والتضامن والعمل المشترك، وهو ما تسعى تونس والسعودية إلى ترسيخه في علاقاتهما

وبعد القاء صرّح الدكتور عبد الله الربيعة بأن زيارته إلى تونس كانت مثمرة بكل المقاييس، مؤكدًا أنّها تعكس مدى تطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين حيال العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة ما يتصل بالقطاع الصحي والعمل الإنساني. كما عبّر عن تقديره لما تحققه تونس من إنجازات نوعية تعكس إصرارها على تحقيق تطلعات شعبها العزيز في التقدّم والتنمية المستدامة، مشيرًا إلى أنّ النتائج المحققة على أرض الواقع تُجسّد روح التعاون البنّاء بين الأشقاء. وختم بتمنياته الصادقة لتونس وقيادتها بدوام التوفيق والازدهار.
وقد حضر اللقاء، الذي انتظم بقصر قرطاج، سعادة سفير المملكة العربية السعودية لدى تونس، الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر، إلى جانب عدد من أعضاء الوفد المرافق للدكتور الربيعة
بسّام عوده _ شؤون عربية
شؤون عربية NEWS