الدبلوماسيةالسعوديةالعالمالعالم العربي

الدور السعودي في جهود إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا

يكتسب الاجتماع المقرر غدًا في السعودية بين المسؤولين الأميركيين والأوكرانيين أهمية كبيرة، لا سيما أنه يأتي في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يتبنى نهجًا مختلفًا عن سلفه جو بايدن فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية. كما أن الاجتماع يُعقد وسط مساعٍ سعودية متواصلة لتعزيز دورها كوسيط في النزاعات الدولية، مستفيدة من موقعها كقوة إقليمية ذات علاقات متوازنة مع الأطراف المعنية.

السعودية كوسيط دولي: بين روسيا وأوكرانيا

لطالما سعت السعودية إلى الحفاظ على موقف متزن من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث لم تنخرط في سياسات الاستقطاب بين الغرب وروسيا، بل فضّلت لعب دور الوسيط، وهو ما ظهر في استضافتها لمؤتمر جدة للسلام عام 2023، إضافةً إلى جهودها السابقة في التوسط لتبادل الأسرى بين موسكو وكييف. هذه التحركات تعكس رغبة الرياض في تعزيز مكانتها كقوة دبلوماسية قادرة على التأثير في الأزمات الدولية.

ترامب وإعادة رسم السياسة الأميركية تجاه أوكرانيا

وجود إدارة ترامب في البيت الأبيض يضفي بُعدًا مختلفًا على الاجتماع، خاصة أن الرئيس الأميركي الحالي أعرب مرارًا عن موقفه المتحفظ من الدعم غير المحدود لأوكرانيا. إذ يدرس ترامب إمكانية التراجع عن قراره السابق بتجميد المساعدات العسكرية لكييف، مما يشير إلى احتمال تغيير استراتيجي في طريقة تعاطي واشنطن مع الحرب. وإذا قرر ترامب استئناف المساعدات، فقد تكون هذه خطوة تهدف إلى ممارسة ضغوط على روسيا لدفعها نحو التفاوض، وهو ما يتماشى مع الجهود السعودية لإيجاد تسوية سلمية.

زيارة زيلينسكي والبحث عن دعم جديد

تأتي زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى السعودية بعد ما وُصف بزيارة “غير موفقة” له إلى البيت الأبيض، وهو ما قد يُفهم على أنه محاولة منه لحشد دعم جديد لموقف أوكرانيا، سواء من خلال إقناع إدارة ترامب بعدم التخلي عن المساعدات أو عبر كسب تأييد السعودية في أي جهود وساطة محتملة.

أهمية الوساطة السعودية في سياق عالمي متغير

دور السعودية في هذه الأزمة لا يقتصر فقط على كونها دولة مضيفة، بل يعكس نهجًا متزايدًا من الدبلوماسية النشطة التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار العالمي. فمع تحولات النظام الدولي، وتزايد أدوار القوى الإقليمية مثل الصين وتركيا في الوساطة، تبدو الرياض حريصة على إبراز نفسها كطرف قادر على إدارة المفاوضات بين القوى العظمى.

الاجتماع الذي تستضيفه السعودية يُعد مؤشرًا على دورها المتنامي في حل النزاعات الدولية، وهو يأتي في ظل إدارة أميركية جديدة قد تعيد النظر في أولوياتها بشأن الحرب في أوكرانيا. وإذا نجحت السعودية في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وكييف، أو حتى تمهيد الطريق لمفاوضات أوسع تشمل موسكو، فسيكون ذلك إضافة نوعية إلى سجلها الدبلوماسي، ورسالة واضحة بأن الرياض باتت لاعبًا رئيسيًا في هندسة الحلول للصراعات العالمية.

بسّام عوده _ شؤون عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content