العالم العربي

الدور الأردني في ظل تطورات المشهد السوري بعد سقوط نظام الأسد

بسّام عوده _ شؤون عربية 

المصدر الحكومي الذي نقل عنه الموقف الأردني أشار إلى الثوابت الوطنية التي ظل الأردن يلتزم بها منذ اندلاع الأزمة السورية. حيث يضع الأردن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها في صلب اهتماماته، معتبرًا أن استعادة مؤسسات الدولة السورية لقدراتها الفعالة هو شرط أساسي لتحقيق أي حل سياسي مستدام.

هذا الموقف يعكس رؤية الأردن الواقعية التي تنطلق من استشعار الخطر المشترك بين الدولتين الجارتين، سواء كان على صعيد الأمن الإقليمي أو تحديات اللاجئين والمخدرات. كما أن الأردن يعي أهمية العمل على تفادي أي فراغ أمني أو سياسي قد ينشأ في سوريا بعد سقوط النظام، وهو أمر سيؤثر بشكل مباشر على أمنه القومي.

البعد الإنساني

الأردن احتضن أكبر عدد من اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة، حيث تعامل مع الأزمة بروح عربية وإنسانية رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تحملها. هذا النهج يعكس القيم والمبادئ الأردنية، وهو ما أكسب المملكة احترامًا دوليًا في تعاملها مع اللاجئين. عدم إجبار اللاجئين على العودة القسرية يعزز صورة الأردن كدولة تحترم حقوق الإنسان وتراعي المعاناة السورية.

مع سقوط النظام السوري، قد يكون الأردن أمام فرصة لتعزيز التعاون الأخوي مع سوريا الجديدة، سواء من خلال توفير الدعم اللازم للمؤسسات السورية الناشئة أو من خلال العمل على إعادة تأهيل اللاجئين للعودة الطوعية والمساهمة في إعادة إعمار بلادهم.

الأولويات الأمنية

موضوع تهريب المخدرات يمثل أولوية قصوى بالنسبة للأردن، حيث عانى من تدفق المخدرات عبر الحدود السورية خلال السنوات الماضية نتيجة الفوضى الأمنية وضعف سيطرة النظام السوري على مناطقه. مع تغير المعادلة السياسية في سوريا، يتوقع أن يسعى الأردن للتعاون مع السلطات السورية الجديدة لضمان ضبط الحدود، ما يسهم في تعزيز الاستقرار على جانبي الحدود.

العلاقات الأردنيةالسورية بعد الأسد:

الأردن الذي لم ينخرط في أي أجندات لفرض تغييرات سياسية بالقوة في سوريا، بل تبنى موقفًا داعمًا للحل السياسي، سيكون في وضع أفضل لبناء علاقات قوية مع سوريا الجديدة.

يمكن للأردن تقديم خبراته في مكافحة الإرهاب وضبط الحدود للمساعدة في استقرار الأوضاع الأمنية.

ا: تطوير التبادل التجاري وإعادة فتح الحدود بشكل كامل سيعود بالنفع على البلدين، خاصة مع حاجة سوريا الجديدة لإعادة بناء اقتصادها.

إنسانيًا: التعاون في إعادة اللاجئين السوريين سيشكل ملفًا محوريًا، حيث يمكن للأردن أن يكون بوابة لعبور المساعدات الإنسانية والدولية.

طبيعة النظام السوري الجديد ومدى توافقه مع الرؤية الأردنية.

وصعوبة استعادة الاستقرار في سوريا بشكل سريع، ما قد يطيل أمد التحديات الأمنية والاقتصادية.

لذا سيكون تعميق التعاون العربي مع سوريا الجديدة بما يحقق توازنًا إقليميًا.مما يعزز مكانة الأردن كدولة محورية في دعم الاستقرار الإقليمي.

والانخراط في جهود إعادة الإعمار بما يعود بفوائد اقتصادية وسياسية على الأردن.

الأردن أمام فرصة تاريخية لتعزيز دوره كجسر بين الشعب السوري والمجتمع الدولي بعد سقوط نظام الأسد. هذا الدور سيعتمد على استثمار المكانة الأخلاقية والسياسية التي اكتسبها الأردن خلال الأزمة، وتوظيفها في بناء علاقات إيجابية مع سوريا الجديدة بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة ويعزز أمن واستقرار المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content