يتوجه اليوم السبت أكثر من 24 مليون ناخب جزائري إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، وسط تنافس محتدم بين ثلاثة مرشحين رئيسيين. يتصدر السباق الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، الذي يحظى بدعم واسع من أحزاب الأغلبية البرلمانية مثل جبهة التحرير الوطني وحركة البناء، ما يجعله الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة.
ويتنافس إلى جانبه رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية، عبد العالي حساني شريف (57 عاماً)، وهو مهندس في الأشغال العامة، بالإضافة إلى الصحافي السابق يوسف أوشيش (41 عاماً)، الذي يمثل أقدم حزب معارض في الجزائر، جبهة القوى الاشتراكية. ويعد هذا الحزب جزءاً من المعارضة السياسية القوية في منطقة القبائل.
نسبة المشاركة: التحدي الأهم
الرهان الأكبر في هذه الانتخابات لا يقتصر فقط على اختيار الرئيس القادم، بل يتعلق بنسب المشاركة الشعبية. في انتخابات 2019، التي افرزت فوز الرئيس عبد المجيد تبون إلى السلطة،، و يسعى تبون لتعزيز شرعيته بزيادة نسبة المشاركة، خاصة في ظل التحولات التي شهدتها الجزائر
.
الحملة الانتخابية وأولويات المرشحين
الحملة الانتخابية، التي انطلقت منذ منتصف أغسطس، لم تلق اهتماماً كبيراً نظراً لإجرائها في ذروة الصيف الحار. ومع ذلك، حرص المرشحون على التركيز على القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة، متعهدين بتحسين القدرة الشرائية للمواطنين وتنويع الاقتصاد لتقليل اعتماده على المحروقات التي تشكل المصدر الرئيسي للعائدات الوطنية.
على صعيد السياسة الخارجية، توحدت مواقف المرشحين الثلاثة حول دعم القضية الفلسطينية واستقلال الصحراء الغربية، في مواجهة المغرب. فيما وعد تبون بتعزيز الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك زيادة الأجور ومعاشات التقاعد، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحقيق هدفه بجعل الجزائر ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا.
التصويت في الخارج
بدأ الجزائريون المقيمون في الخارج الإدلاء بأصواتهم منذ يوم الاثنين، حيث يبلغ عددهم 865,490 ناخباً، حسبما أعلنت الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات. كما خصصت السلطات مكاتب اقتراع متنقلة لتسهيل عملية التصويت في المناطق النائية داخل البلاد.
ومع استمرار عملية التصويت، تبقى نسبة المشاركة العامل الحاسم الذي سيحدد مدى قبول الشعب الجزائري لهذه الانتخابات، في وقت تطمح فيه البلاد إلى تجاوز أزمات الماضي وبناء مستقبل سياسي أكثر استقراراً.