كتب : بسّام عوده
أنتوني بلينكن وزير الخارجيّة الامريكي في زيارته للسعودية ، جاء ليملي قرارات وافكار ، فوجد نفسه يسترق السمع لفهم المعادلة السعودية الجديدة ، في خطابه في واشنطن امام اللّوبي الاسرائيلي يشير وينظّر إلى أن “تطبيع العلاقات بين السعوديّة وإسرائيل يندمج ضِمن المصالح الأمنيّة للولايات المتحدة ونُؤكّد التِزامنا الصّلب بأمن إسرائيل وأن كُل الخِيارات مفتوحة لمنع إيران من إنتاج أسلحةٍ نوويّة”.
هذه الاحلام والاوهام لم تعد مجدية ، ويغرد خارج السرب ،
الولايات المتحدة الاميركية لازالت تحلم وتنّظر بالنسبة للتعامل مع المسألة الإيرانية واحتمال توسع نفوذها في منطقة الخليج العربي، فإن الولايات المتحدة لديها مصالح استراتيجية في هذه المنطقة، وتعتبر إيران واحدة من التحديات الأمنية التي تواجهها. على مر السنين، واتخذت إجراءات متعددة للتصدي لسلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، حسب زعمها ، لم تعد هذه الافكار صالحة في ظّل تنامي الدور السعودي ، الدور الذي استقراء الواقع وبحث عن موطن الخلل ، دول الخليج العربي لم يعد يعنيها فرض العقوبات على إيران والتصدي لها ، واصبحت من الاطلال التي يحلو البكاء عليها ، ومع ذلك، هناك تعاون وتنسيق بين الولايات المتحدة والدول الخليجية في مجالات الأمن والدفاع في إطار مصالح دول الخليج وليس المصالح الامريكية ، التهديدات الأمنية التي تشكلها إيران أو أي جماعات إرهابية في المنطقة ، اصبحت منتهية الصلاحية ، ولم تعد قادرة على اقناع الراي العام بهذه المسميات القديمة .
أن السياسة الخارجية والتحالفات الدولية تتغير مع مرور الوقت، وحدث ما لم يكن بالحسبان ، التحول في العلاقات والتحالفات بين الدول ، مثلما حدث بين السعودية وايران ، ينبغي على الولايات المتحدة مراجعة حساباتها وفق المنظور الجديد ، وان تتابع الأحداث الجارية ، السعودية وايران ، تجاوزا الماضي، ولم يعد يروق لهما بناء تحالفات مع امريكا والغرب في الصيغ الماضية
السعودية أقامت تحالف أمنيّ بحريّ مُشترك بين إيران ودول الخليج، والمرحلة تشير ان هناك تحالف لبناء القدرات الذاتية والتصنيع المشترك مع ايران لبناء قوة صاروخية وصناعة المسيرات ، التي لا تاتي بالمسرات ، لمن ارادوا الهيمنة على المنطقة ومقدراتها .
السعودية ساهمت في بناء تحالف دولي جديد. و تطور علاقاتها مع روسيا والصين ، بناءً على المصالح الاستراتيجية التي تقررها المصالح المشتركة ، وحسب رغبة الجانب السعودي الخليجي .
من هنا ادركنا الحنكة السياسية والدور السعودي في تغير مفهوم التحالفات السياسية الراهنة .