إقتصادالعالم العربي

الاستثمار السوري في الأردن: رافعة اقتصادية تُرسّخ شراكة مستدامة وآفاق توسعية

كتب : بسّام عياصرة _ شؤون عربية 

على مدى السنوات الماضية، شكلت الاستثمارات السورية في الأردن إضافة نوعية للاقتصاد الوطني، حيث لعبت دورًا حيويًا في تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتطوير القطاعات الصناعية والتجارية. ومع تطورات المشهد السوري وتزايد الحديث عن إعادة الإعمار هناك، برزت تساؤلات حول مدى استمرارية هذه الاستثمارات في المملكة، وسط مخاوف من إمكانية خروج رؤوس الأموال السورية وعودتها إلى وطنها الأم.

رغم هذه التحديات المحتملة، يرى خبراء الاقتصاد أن المناخ الاستثماري الأردني يتمتع بمزايا تنافسية فريدة تعزز من استدامة استثمارات السوريين في المملكة. فالاستقرار الأمني والسياسي، إلى جانب السياسات الاقتصادية التحفيزية، يجعل من الأردن مركزًا استراتيجيًا يمكن للمستثمرين السوريين مواصلة الاعتماد عليه كقاعدة انطلاق لنمو أعمالهم على المستويين المحلي والإقليمي.

يمثل الأردن نموذجًا للاستقرار الاقتصادي والجاذبية الاستثمارية في المنطقة، مما يجعله شريكًا موثوقًا للمستثمرين السوريين في ظل ديناميكيات السوق الإقليمية. ولتوضيح الصورة بشكل أعمق، جاذبية المناخ الاستثماري في الأردن

يتميز بسياساته الداعمة للاستثمار، التي تشمل تسهيلات ضريبية، مناطق اقتصادية خاصة، وقوانين مرنة تُشجع على تأسيس المشاريع واستدامتها. كما توفر البنية التحتية المتطورة والاتصالات المتقدمة دعمًا إضافيًا للمستثمرين السوريين.

التكامل الإقليمي وتعدد الأسواق:

يشكل موقع الأردن الجغرافي الاستراتيجي نقطة وصل بين أسواق الخليج وأسواق شمال إفريقيا وأوروبا، مما يُتيح للمستثمرين السوريين فرصة توسع أكبر مقارنة بالاستثمار في السوق السورية وحدها.

عامل الاستقرار الاقتصادي والأمني

يُعد الاستقرار أحد أبرز عوامل جذب الاستثمارات في الأردن، مقارنةً ببعض التحديات الأمنية والسياسية التي لا تزال تواجه سورياً بعد سقوط النظام ورغم الوعود الدولية يبقى الأردن خيارًا مستدامًا وملاذًا آمنًا لرؤوس الأموال.

التنويع والمرونة الاستثمارية:

حتى مع إمكانية عودة جزء من رؤوس الأموال السورية للاستثمار في الداخل السوري، فإن ذلك قد يُعزز من مكانة المستثمرين السوريين في الأردن، حيث يُمكنهم الاستفادة من التكامل بين السوقين الأردنية والسورية لتوسيع أعمالهم، مما يعزز ارتباطهم الوثيق بالسوق الأردني 

رؤية الأردن المستقبلية

التي توصي لضمان استمرارية الاستثمارات السورية وتعزيزها وتقديم المزيد من الحوافز الاقتصادية والاستثمارية.من خلال تسهيل إجراءات التصدير وإعادة التصدير بما يخدم المستثمرين السوريين.

وتعزيز التعاون الاقتصادي مع سوريا، بما يفتح قنوات جديدة تُفيد كلا السوقين.

يُشكل المستثمرون السوريون جزءًا لا يتجزأ من المشهد الاقتصادي الأردني، ولا تُعد عودة بعض رؤوس الأموال إلى سوريا تهديدًا للاقتصاد الأردني بقدر ما هي فرصة لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي. من خلال استراتيجيات حكومية مرنة وداعمة، يمكن للأردن ترسيخ مكانته كمركز استثماري إقليمي موثوق ومستدام 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content