إقتصادالعالم العربيالمجتمع

الإعلامي الفلسطيني بين أمانة الرسالة وإغراء الشهرة: عتاب على الابتعاد عن هموم الوطن

الإعلام رسالة سامية وأمانة عظيمة، خاصة في الأماكن التي تنبض بالنضال والمعاناة ، حيث تكون الكلمة أداة للنضال والحقيقة صوتًا للعدالة. الصحفي الفلسطيني يحمل على عاتقه مسؤولية عظيمة تتجاوز حدود المهنة لتصبح واجبًا وطنيًا وإنسانيًا. فهو ليس مجرد ناقل للخبر، بل شاهد على معاناة شعبه، ومجسد لآماله وآلامه، وصوت يعلو ليحكي للعالم عن أرض طاهرة ارتوت بدماء الشهداء.

لكن، حين يبتعد الإعلامي عن دوره الحقيقي، ويفقد صلته بالناس الذين هم مصدر رسالته ووجدان عمله، تنكسر تلك الأمانة وتُخذل القضية التي يُفترض أن يكون أول المدافعين عنها. للأسف، هذا هو حال بعض الإعلاميين الذين تستهويهم أضواء الشهرة وعالم المال، فيبتعدون عن جذورهم الحقيقية ويهملون مسؤوليتهم تجاه الوطن وأبنائه.

إلى كل إعلامي فلسطيني، تذكر أن دورك يتخطى حدود الكاميرا والشاشة،، وعملك هو جزء من نضال مستمر من أجل الحرية والاستقلال. الإعلامي الحقيقي هو من يحمل هموم شعبه وينقل للعالم صورته الحقيقية بكل أمانة. لا مكان للتكبر أو الابتعاد عن الناس، ففلسطين ليست مجرد قصة تُروى، بل ميثاق حب وإخلاص وقضية تتطلب ثباتًا وشجاعة.

للأسف، عندما نرى إعلاميًا يبتعد عن رسالته ويتنكر لمسؤوليته تجاه أبناء وطنه، نشعر بالخسارة، ليس فقط لأنه خذل دوره، بل لأنه خذل شعبًا بأكمله كان يُعلّق عليه آمالًا في إيصال صوته إلى العالم. إلى الصحفية منى العمري، التي ترفض  الرد على محاولات التواصل معها لنشر موضوع عن العمل الصحفي في فلسطين، الإعلامي الفلسطيني يجب أن يكون نموذجًا يحتذى به في الصدق والالتزام، وليس شخصية تختبئ خلف أضواء الشهرة وعالم المال.

فلسطين ليست مجرد وطن، بل هي رسالة ووجدان. كن على قدر هذه الرسالة، لأن كل حرف تنطق به وكل صورة تنقلها هي شهادة في حق شعبك ووطنك

الإعلام ليس مجرد مهنة أو وسيلة لتحقيق الشهرة، بل هو رسالة وأمانة تحملينها على عاتقك، خاصة وأنتِ تنتمين إلى أرض فلسطين، الأرض التي تتطلب من كل من يحمل صوتها أن يكون صادقًا وأمينًا في نقل معاناتها وآمالها.

تذكري  دائمًا أن الإعلامي الحقيقي يقف بجانب شعبه، قريبًا من همومه وآلامه، يحمل صوته بكل أمانة إلى العالم. الشهرة والنجاح قد تكون مغرية، لكنها لا تساوي شيئًا إذا كانت على حساب رسالتك الحقيقية ودورك في خدمة القضية التي هي أكبر من أي إنجاز شخصي.

كوني صورة حقيقية للأرض المحتلة في الالتزام والصدق، ولا تجعلي الحواجز تُبعدك عن الناس الذين هم أساس رسالتك. فلسطين تحتاج إلى كل صوت مخلص، وكل قلم يدرك اهمية الوطن المغتصب وكل قلب نابض بالحب والانتماء. اختاري أن تكوني وجهًا يعكس كرامة هذا الوطن وروح شعبه، لأن الإعلامي يُقاس بما يقدمه لوطنه وأمته، لا بما يحققه لنفسه فقط.

الأضواء تزول، لكن الأثر الذي تتركينه من خلال أمانتك سيبقى خالدًا في ذاكرة الناس والوطن.

خالص محبتي

بسّام عوده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content