غير مصنف

الأردن والتغيرات الإقليمية: قراءة في التحولات وعلاقاتها مع الأطراف المختلفة

مع اقتراب الولايات المتحدة من عهد جديد تحت إدارة دونالد ترامب، والاضطرابات المستمرة في المنطقة، يواجه الأردن تحديات تتطلب دبلوماسية حذرة ورؤية استراتيجية متوازنة. فالتغيرات في الملف الفلسطيني، والتطورات في سوريا، وتعقيدات الوضع اللبناني، تضع الأردن في دائرة التأمل السياسي للحفاظ على دوره  المحوري في المنطقة.

على صعيد العلاقة مع السلطة الفلسطينية، يواصل الأردن دعمه الثابت للشعب الفلسطيني وقيادته، إدراكًا منه بأن القضية الفلسطينية  هي أساس الأمن الإقليمي. وبينما يتصاعد الاستيطان الإسرائيلي وتتراجع فرص السلام، يدرك الأردن أن الحفاظ على التنسيق مع السلطة الفلسطينية ضروري لحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي مسؤولية تاريخية وأخلاقية تتولاها القيادة

في غزة، يستمر الدور الأردني الإنساني في تقديم الإغاثة والمساعدات،  وعمل المستشفيات الميدانية ، رغم التحديات الامنيه هناك و

الاقتصادية داخل الأردن . إن دعم صمود الفلسطينيين في القطاع ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو جزء من استراتيجية الأردن لضمان عدم انفجار الأوضاع بشكل يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

أما في سوريا، فإن العلاقة مع الادارة الحالية السورية ، تشهد مرحلة إعادة تقييم حذرة. الأردن الذي استضاف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وسعى إلى حماية حدوده من الإرهاب، والمخدرات يجد نفسه اليوم أمام معادلة جديدة تفرضها التطورات الميدانية والسياسية في سوريا. فتح المعابر الحدودية وإعادة تنشيط التجارة بين البلدين قد يكون ضرورة اقتصادية، لكنه في الوقت ذاته يتطلب توازنًا دقيقًا مع الالتزامات الدولية والتحالفات الإقليمية.

وفي لبنان، يعاني هذا البلد الشقيق من أزمات سياسية واقتصادية خانقة تهدد استقراره. ورغم أن الأردن ليس لاعبًا مباشرًا في الساحة اللبنانية، إلا أنه يدرك أن أي انهيار إضافي في لبنان سيكون له تداعيات إقليمية لا يمكن تجاهلها.

ومع كل هذه التحديات، تبرز العلاقة الأردنية مع الولايات المتحدة كعامل حاسم في رسم ملامح المرحلة المقبلة. يتطلع الأردن إلى استمرار الدعم الأمريكي، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها، لكنه يدرك في الوقت ذاته أن سياسات ترامب، غير المتوقعة أحيانًا، قد تضيف أعباء جديدة على المملكة، خاصة في الملف الفلسطيني والوضع السوري.

الأردن اليوم أمام اختبار دقيق، حيث يجب أن يوازن بين المصالح الوطنية العليا، والدور الإقليمي الذي تفرضه عليه مكانته الجغرافية والسياسية. وفي خضم العاصفة التي تعصف بالمنطقة، يبقى الأمل في أن تثمر الجهود الدبلوماسية الأردنية في تحقيق استقرار إقليمي يحمي مصالح الجميع.

بسّام عودة _ شؤون عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content