بسّام عوده
بتوجيهات ملكية غادرت اليوم الأربعاء طائرة مساعدات تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني من نوع C130 باتجاه جمهورية لبنان وذلك في أعقاب الحادثة المؤسفة التي تعرضت لها يوم أمس. وتحمل الطائرة، التي أرسلت بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، مواد غذائية وطبية وإغاثية بهدف دعم القطاع الصحي في لبنان ومساعدته في تجاوز هذه الأزمة.
هذه المبادرة تعكس عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة التي تجمع الأردن ولبنان، وتجسد حرص المملكة الأردنية الهاشمية الدائم على تقديم الدعم والمساندة للأشقاء في لبنان، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
الأردن، رغم ما يواجهه من تحديات اقتصادية وضغوط اجتماعية متزايدة بسبب الأوضاع الإقليمية وارتفاع عدد الوافدين من الأشقاء العرب، يظل صامدًا في مواقفه الإنسانية والداعمة للجميع. هذا البلد الذي يحده التحدي من كل جانب، ورغم محدودية موارده وصغر مساحته، يثبت على الدوام أنه أكبر من حدوده الجغرافية، وأعظم من إمكاناته الاقتصادية. فالأردن يستمد قوته وصلابته من إرثه العريق وروح العشائر التي تتسم بالكرامة والنخوة والشهامة.
إن الأردن ليس مجرد دولة تسعى للبقاء وسط التحديات، بل هو رمز للتضامن العربي، يقدم دعمه بكل سخاء لمن يحتاجه، سواء كان في أوقات الأزمات أو الرخاء ، مواقفه المشرّفة تمتد عبر السنين وعلى مختلف الجبهات، فدائمًا ما يقف بجانب أشقائه في العالم العربي والإسلامي، ليس بفضل وفرة الموارد، بل بإرادة صلبة وقيم متجذرة في عروبة أصيلة.
وقد تمكن الأردن بفضل قيادته الحكيمة وتكاتف شعبه من أن يكون صوت الحق وصورة مشرفة على الساحة الدولية. تظل المملكة الأردنية الهاشمية نموذجًا حيًا للتلاحم الوطني وللروح الإنسانية العالية التي تجعلها حاضرة دائمًا على الساحة العربية، برغم كل ما يمر به العالم من تقلبات وصعوبات.