نشر موقعا”الأخبار” و “السكّة” الإلكترونيان بتاريخ 27 مارس/آذار 2024 مقالاً يزعمان فيه أنّ اتحادإذاعات الدول العربية يتعامل من خلال شبكته السحابية (ASBU-Cloud) مع شركة Daletوأن هذهالشركة إسرائيلية.
وإنّ اتحاد إذاعات الدول العربية، يعرب عن استغرابه الشديد من نشر هذا المقال المضلّل، وعن استنكارهالعميق ممّا ورد فيه من مغالطات وافتراءات، لا تمتّ إلى الحقيقة بأيّ صلة. ويهمّ الاتحاد في هذا الصددأن يقدّم للرأي العام التوضيحات التالية :
إنّ التبادلات الإخبارية والبرامجية، الإذاعية منها والتلفزيونية : تمثّل ركناً أساسيا ضمن الرسالةالإعلامية والتكنولوجية التي يضطلع بها الاتحاد، خدمةً لهيئاته، ومن خلالها إلى الجمهور الواسع منالمستمعين والمشاهدين. ذلك أن الموادّ المتبادلة تمكّن هذاالجمهور في كافة أرجاء الوطن العربي منالاطلاع على مواكبة المستجدات ومتابعة مظاهر الحياة في شتى مجالاتها، والغاية منها تمتين أواصرالتقارب بين الشعوب العربية.
وإنّ هذه الموادّ المتبادلة ــ والتي تتمثّل في تقارير إخبارية أو برامج أو إنتاجات متنوعة ـــ تقترحها الهيئاتالإذاعية والتلفزيونية العربية الأعضاء على الاتحاد، بعد أن تكون قد أنتجتها وبثّتها على محطاتهاومنصّاتها ومواقعها الإلكترونية. وفي بعض الأحيان يتمّ البثّ محليًا وعلى المنصّة بصورة متزامنة.
ويتولّى الاتحاد من خلال أنظمته الاتصالية الحديثة، وآخرها الشبكة السحابية (الأسبو كلاود) تعميمهاعلى كافة الهيئات الأعضاء، تحقيقاً للفائدة المشار إليها.
وعلى هذا الأساس، فإنّ هذه الموادّ، التي سبق للهيئات المذكورة أن بثّتها، هي مُتاحة للعلن، وليس فيها مايحيل على مبادئ الخصوصية والسرّية.
هذا على الصعيد العربي، أمّا في المستوى الإقليمي والدولي، فإنّ لشبكة الاتحاد السحابية دورًامهمّافي إبلاغ الخبر العربي ونشره على أوسع نطاق خارج المنطقة العربية، وذلك من خلال التبادل الإخباريوالبرامجي والتعاون الذي يقيمه الاتحاد مع نظرائه الاتحادات الإذاعية الأوروبية منها والآسيويةوالإفريقية.
وقد ظلّ الاتحاد حريصا دومًا على تطوير منظومته للتبادل، بهدف جعلها مواكبة باستمرار لآخرالتكنولوجيات، وموفّرة لأرقى الخدمات، من خلال التعامل مع أفضل المزوّدين والشركات العالمية ذاتالعلاقة.
وفي هذا الإطار ، فإنّ شبكة الاتحاد تتكوّن من مجموعة خدمات مرتبطة ببعضها البعض، وتتمثل في :
1- الخزن والخوادم ،من شركة AMAZON (أمريكية)
2- التسييل والبثّ، من شركة TVU (أمريكية)
3- الإدراك والذكاء الاصطناعي منNewbridge (فرنسية)
4- إدارة المحتوى (MAM) من شركة (DALET) فرنسية (مرفق سجلها التجاري الفرنسي في أسفلالمقال)
5- منظومة إدارة المشتركين OKTA (أمريكية)
وتبعًا لذلك، فإنّ هذا التشكيل يمكّن من إدارة الشبكة السحابية والتحكّم في مواردها بطريقة فنيةواقتصادية، كما أنّ المعلومات التي تتوفّر على الشبكة، غايتها إعلامية بحتة، وبالتالي فإنها لا تحملالخصوصية أو السّريّة والهدف منها، كما سبق بيانه، هو التبادل الإخباري والبرامجي بين الدول العربية،والاتحادات والمنظمات المهنية العالمية. مع التأكيد بأنّ النفاذ إلى هذه المواد تتحكّم فيه الإدارة العامةللاتحاد بشكل كلّي.
فكلمات السرّ مخزّنة بصفة مشفّرة، ولا يستطيع أحد الولوج إليها، ويتمّ تحديدها من قبل المستخدم فقط،حتى أنّ مدير المشتركين لا يمكن الاطلاع عليها.
وجميع هذه الشركات وفقا للاتفاق لا تمتلك أية حقوق للموادّ الموجودة عبر منصاتها ولا يحقّ له التصرفبها بأيّ شكل من الأشكال، وذلك ضمن بند الخصوصية وحقوق الملكية الفكرية.
وكما أسلفنا في معرض الإشارة إلى قائمة الشركات التي يتعامل معها الاتحاد من خلال شبكتهالسحابية، فإنّ شركة Dalet، وعلى عكس ما ادّعاه المقال، هي شركة فرنسية كما يدلّ عليه سجلّهاالتجاري. وفضلا عن ذلك، فهي تعمل منذ ثلاثة عقود في عدد من الدول العربية، وليست مدرجة على لوائحالشركات المقاطعة.
وينبغيلفت النظر أيضا إلى أنّ شركات عالمية متخصّصة في المعلومات والتقنيات، وتقدّم خدماتهاللمستخدمين في كافة دول العالم،لديها مكاتب بحث في إسرائيل ويبلغ عددها 400. (مرفق أسماء أبرزهذه الشركاتأسفل المقال)
ومن هنا تبرز حساسية المنتَجات، التي تُروّج في جميع بلدان العالم، وبمختلف هياكلها التنظيمية. وهيإلى ذلك، تعتبر أكثر حساسية بالنسبة إلى الأمن القومي لكلّ دولة، ناهيك عن محطات الإرسال لتقنياتالجيل الرابع والخامس من الهواتف المتنقلة.
ومن المعلوم أنّ جميع المستخدمين للانترنت مطالبون بالتوقّي من مخاطر النفاذ السيبراني لضمان أمنوالسلامة المعلوماتية.
وإنّ الاتحاد من منطلق الأهمّية البالغة التي يوليها لهذه المسألة الحيوية، مافتئ يقوم بدور محوري تجاههيئاته الأعضاء، من خلال عقد دورات تدريبية في هذا المجال . وإصدار التوصيات اللازمة للتعامل معمخاطر الاختراقات وحماية البيانات. كما يتعاون الاتحاد مع الاتحادات الإذاعية العالمية، وذلك لإلزامالشركات بحماية البيانات والإبلاغ الفوري في حال تعرّضها للاختراقات، بما فيها تقديم الحلول الفوريةلأية ثغرات يتمّ اكتشافها.
وخلافًا لما تعمّد إليه المقال من محاولة لتضليل الرأي العام، في هذه الظروف الاستثنائية التي يمرّ بهاالشعب الفلسطيني الصامد في وجه العدوان الصهيوني الوحشي والهمجي، فإنّ هذه المحاولة مردودةعلى أصحابها. ذلك أنّ اتحاد إذاعات الدول العربية ــــ ومنذ تأسيسه عام 1969، ما انفكّ يضطلعبرسالته القومية في نصرة القضية الفلسطينية العادلة في مجال اختصاصه.
ومن آخر الشواهد على ذلك، خطّة التحرّك الإعلامي التي وضعها، والتغطية الإخبارية الشاملة التييواصل القيام بها لمواكبة الأحداث الجارية في غزّة وباقي الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع هيئة الإذاعةالتلفزيون الفلسطينية، وكذلك من خلال التعاقد مع مراسلين ومصوّرين ميدانيّين على عين المكان.
وقد مكّنت هذه الخطّة الاستثنائية من النقل الفوري والمتواصل لكلّ مستجدّات العدوان الصهيوني، إلىالمشاهد العربي، بل وكذلك برؤية عربية إلى المتابعين في كافة أصقاع العالم عن طريق الشبكة السحابيةلاتحاد إذاعات الدول العربية(الأسبو كلاود). وإنّ الاتحاد يقدّم هذا البيان التوضيحي، رفعاً للالتباسالذي انساق إليه المقال المذكور، وكان على ناشريْه أن يتّبعا قواعد المهنية الصحفية في التحرّي منالمعلومات التي أورداها والرجوع إلى المصادر الرسمية، حتى لا ينزلقا في متاهات الزيف والتضليل.
وفي الختام فإنّ ما يدعو إلى الاستغراب، أنّ نفس المقال قد نشر حرفياً وبنفس الصورة، من قبل الموقعينالمذكوريْن، وهذا مبعث تشكيك وريبة، فيما إذا كان المقال صحفيا بالفعل ؟ !